“باحثون” يكشفون مصدر الكوليرا في اليمن ويؤكدون إمكانية مكافحة الوباء مستقبلا

يمن ستوري/ ترجمة خاصة:

اكتشف فريق من الباحثين أن سلالة البكتيريا المسببة لوباء الكوليرا في اليمن، لها أصول في جنوب آسيا وشرق إفريقيا، وحدد الباحثون التركيب الجيني الدقيق للبكتيريا و قارنوها بالسلالات المعروفة الأخرى، لفهم كيفية تطورت سلالة الكوليرا اليمنية.

وقام باحثون من معهد ويلكوم سانجر في المملكة المتحدة، ومعهد باستور الفرنسي، والمركز الوطني اليمني لمختبرات الصحة العامة في صنعاء، وغيرها من المؤسسات بفحص التركيب الجيني للبكتيريا المسببة لوباء الكوليرا في اليمن وتمكن الفريق من التوصل إلى استنتاجات حول أصوله.

ونشر الفريق أبحاثهم في شهر يناير في مجلة Nature، ويمكن أن يساعد البحث في السيطرة على تفشي المرض في المستقبل من خلال توفير إرشادات حول استخدام المضادات الحيوية.

وقال سمير سعيد ناشر، الباحث في المختبرات الوطنية للصحة العامة بصنعاء “لقد كانت مفاجأة حقيقية ، حيث كشفت عن المصدر الحقيقي للوباء وحددت نوع المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها لعلاج الكوليرا”.

واستخدم الباحثون 42 عينة من الكوليرا في اليمن تم أخذها خلال عامي 2016 و 2017، منها تسعة وثلاثون عينة من المحافظات الرئيسية الثلاث في اليمن وثلاثة من مخيم للاجئين على الحدود السعودية، وجاءت 74 عينة إضافية ، من أجل المقارنة ، من “البلدان المرجعية” التي حدث فيها وباء الكوليرا مثل فرنسا ، العراق ، جنوب السودان ، كينيا ، المملكة العربية السعودية والهند، وتمت دراسة تلك العينات في سياق قاعدة بيانات وراثية دولية تضم 1087 عينة من بكتيريا الكوليرا.

ويعتقد الباحثون بأن سلالة الكوليرا في اليمن ترتبط بسلالة ظهرت للمرة الأولى عام 2006 في الهند، وانتشرت بعد ذلك في غرب إفريقيا وشرق إفريقيا وهايتي، ومع ذلك ، لم تأتي السلالة اليمنية مباشرة من جنوب آسيا أو الشرق الأوسط ، على حد قول ناشر ، ولكنها جاءت إلى اليمن من شرق إفريقيا حيث انتشر وباء الكوليرا بين عامي 2013 و 2014.

ويوضح تحليل الوراثة لهذا النوع أنه مختلف تمامًا عن سلالة الكوليرا التي انتشرت في الشرق الأوسط، خلال الحرب في العراق، لكن السلالة كانت متوافقة مع السلالة التي تسببت في تفشي المرض مؤخراً في كينيا وتنزانيا وشرق إفريقيا أوغندا بين عامي 2015 و 2016.

ويؤكد ناشر أن سلالة الكوليرا في اليمن أظهرت مقاومة لثلاثة أنواع من المضادات الحيوية ، حيث نجح 17 من المضادات الحيوية في القضاء على البكتيريا ، وأبرزها مضاد حيوي منخفض التكلفة وفعال للغاية ، وهو Polymyxin B.

و مكّن قسم الجينوم فريق البحث من اكتشاف سبب الوباء المدمر والمستمر في اليمن، مما أتاح للباحثين الفرصة للتحضير لتفشي المرض في المستقبل” ، وقال نيك طومسون ، الأستاذ في معهد ويلكوم سانجر وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي. ، الذي أشرف على الدراسة، إن هذه المعلومات تساعد في توجيه استراتيجيات المواجهة لتقليل تأثير الأوبئة في المستقبل،

وقال يوسف الحاضري ، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان في صنعاء على الرغم من التقدم العلمي الجديد ، فإن عدد حالات الكوليرا في اليمن قد يرتفع في الغالب لأن العاملين في مجال الرعاية الصحية لا يمكنهم الوصول إلى المرضى أو المعرضين للخطر.

وأضاف لن تكون هناك فائدة ملموسة في ظل الوضع الحالي ، خاصة في ظل تدهور الظروف الصحية الأخرى وتدمير نسبة كبيرة من المرافق الصحية نتيجة الحرب، نحن نعاني من الاستهداف المباشر لمرافق الخدمات الصحية عن طريق الضربات الجوية، بالإضافة إلى النقص شبه التام في الأموال لتغطية نفقات التشغيل والإمدادات اللازمة لاستمرار الرواتب والنقل والكهرباء، ناهيك عن الارتفاع المفرط في أسعار الوقود والإمدادات والأدوية .

ومنذ عام 2016 ، أصابت الكوليرا 1.1 مليون شخص وقتلت 2300 شخص في اليمن، وفقًا لتقديرات عام 2018 المنشورة في المجلة الطبية The Lancet، وكشف بيان صادر عن اليونيسف في أواخر شهر مارس أنه في عام 2019 ، شهد العاملون في مجال الرعاية الصحية 109،000 حالة أخرى يشتبه في إصابتها بالكوليرا و 109 حالة وفاة ، ثلث الحالات من الأطفال دون سن الخامسة.

وشهدت اليمن ثلاث موجات من الكوليرا، وقعت الأولى من أواخر سبتمبر 2016 إلى أبريل 2017 ، والثانية بدأت في أواخر أبريل 2017 ، مع أكثر من مليون حالة إصابة بالكوليرا، وموجة ثالثة جديدة تحدث هذا العام منذ مطلع 201.

وخلق الانتشار السريع للوباء خلال الأسابيع الماضية موجة ثالثة من الكوليرا في البلاد ، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار، في ضوء عجز البلاد عن إصلاح شبكات الصرف الصحي ومياه السيول وإعادة بناء الآبار التي دمرتها الحرب المستمرة.

وقدرت الأمم المتحدة أن 16 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى المياه النظيفة والمرافق الصحية الأساسية ، وكلاهما ضروري للوقاية من الكوليرا، بينما تفيد منظمة الصحة العالمية أن حوالي 274 منشأة صحية قد تضررت أو دمرت خلال النزاع المستمر وأن العديد من العاملين في المجال الطبي غادروا البلاد.

وتصف اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليمن بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، و يحتاج أكثر من 24 مليون شخص إلى المساعدات ويواجهون التحديات بمرور الوقت مع استمرار الحرب ، وفقًا للمنظمة.

المصدر | الفنار للإعلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى