خديجة عمران .. صوت يمني أصيل يعلو على ضجيج الحرب
“في اليمن مايستحق الحياة”، ورغم مآسي 5 سنوات من الحرب، لاتزال بلاد السعيدة تنشر الأمل، وتعيش الحياة، وترفض إلا أن تقول: أنا السلم والسلام وأنا الحب والوئام، متمسكة بالحياة، فلا تفلتوا يدي، وفتشوا عن كل آلاف القصص التي لم ترَ النور بعد.
صوت اليمن عاد هذا الأسبوع، ليصدح للعالم ويغني عن الشوق لأيام كان الأطفال لا يسمعون أصوات المدافع، ولا يرون دماء ذويهم، ولا يتركون مدارسهم خوفاً من غارة جوية، أو يهجرون منازلهم هرباً من ألغام الموت وقذائفه.
اليمنية الواعدة، خديجة عمران، كانت باكورة الابتسامة للعام الجديد، وتمكنت بصوتها الشجي المليء فرحاً وأملاً، أن تتأهل للمرحلة الثانية بعد تخطيها مرحلة “الصوت وبس” في الموسم الثالث من برنامج “The Voice Kids”، على قناة (MBC).
استطاعت “أميرة الفن والإنشاد”، أن تخطف قراراً جوهرياً من الفنان عاصي الحلاني، بعد أن غنّت “ضناني الشوق” للفنان محمد عبده.
تقول خديجة في حديث خاص لـ”يمن ستوري”، إنها واجهت صعوبات عدة في تكاليف السفر الباهضة، والتي ارتفعت لمستوى قياسي نتيجة الحرب وإغلاق الأجواء اليمنية، وحصر الرحلات على الشركات المحلية، دون غيرها من شركات الطيران الأخرى.
وإلى جانب تحديات السفر، تحدثت خديجة عن عدم توفر مدرّب خاص بها لتطوير موهبتها، فكانت هي المدرب لصوتها ، وصدحت بصوتها في جميع المحافل اليمنية من شمال إلى جنوب غرب اليمن.
ولدت “خديجة علي صالح عمران”، عام 2008 في محافظة عمران شمال اليمن، وتم اكتشاف صوتها وهي في سنوات عمرها الأولى، بدأت عالم الفن في وقت مبكر، ولقبت بأميرة الفن والإنشاد.
أسرة خديجة قدّموا لها دعماً معنوياً كبيراً، فكانوا سر نجاحها، وتمكنت من تخطي الصعوبات التي يواجهها الفنان في المجتمع اليمني خاصة الفتيات، لتنجح خديجة في إيصال صوتها ورسالة السلام التي تحملها للعالم كله.
وعبر منصة “يمن ستوري”، أرسلت خديجة مناشدتها لترك السلاح والحرب وسفك الدماء والعمل كي تعود أرض السعيدة سعيدة مثلما كانت، داعية كل المبدعين إلى الجد والمثابرة وعدم اليأس لأن الحلم يبدأ بخطوة.
تصرّ اليمن أن تلفت أنظار العالم إلى مواطن الفرح التي لا يلتفت كثيرون نحوها، ودائماً ما تغيب وسط دوامة أخبار المآسي والحروب، وتنجح هذه البلاد، العصية على الندم، بين الحين والآخر أن تضيق الخناق على أعداء السلام، وتفتح الفضاء نحو مزيد من فرص الحياة.
اعتبرت خديجة عمران أن وصولها إلى هذا البرنامج هو حلم تحقق، وكشفت أنها تمرنت لوحدها لتطور موهبتها وهو الأمر الذي منحها ثقة في نفسها، وهي إلى جانب آلاف القصص في حاجة إلى مزيد من الضوء والاهتمام كي يُهزم الألم وتبقى الحياة.
المصدر| يمن ستوري/قصة خاصة