لماذا يحرم “صحفي يمني” من دخول الولايات المتحدة لتسلم جائزة دولية ؟
“اختلطت مشاعري بين الفرح والحزن، فرحة بالجائزة والفريق الذي عملت معه، وحزن لعدم تمكني من المشاركة وحضور حفل التكريم”. هكذا يعبر المصور “معد الزكري” أول صحفي يمني يفوز بجائزة بوليتزر، عن مشاعره بعد أن حرم من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وتسلمه الجائزة خلال الحفل الذي أقيم بمدينة نيويورك الأمريكية.
وفي حديث خاص لـ “يمن ستوري”، جدد الزكري التذكير بأن “الصحفي ليس إرهابي والصحافة ليست جريمة”، وقال: “إن اليمن في وضع كارثي، والشعب اليمني لايستحق مايجري له، أتمنى أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في مسألة حظر اليمنيين، وحرمانهم من دخول الولايات المتحدة”.
الحرب القذرة !
ويضيف “معد” أنا سعيد بالفريق الذي عملت معه فعلا كان خير فريق وشريك وشاركوني الاحتفال والتسليم عبر الفيديو “فيس تايم”، كان يومًا كبيرًا بالنسبة لي ولزملائي ماجي مايكل وناريمان المفتي، كفريق من صحفيي أسوشيتيد برس (وكالة أمريكية).
ويشير لقد فزنا بجائزة بوليتزر لعام 2019 للتقارير الدولية وعدد من الجوائز، بعد أن أنجزنا حوالي 14 قصة من اليمن تغطي مجموعة واسعة من القضايا تحت مسمى الحرب القذرة في اليمن؛ مثل ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، والسجون السرية في اليمن، وعدد من القصص الأخرى.
لماذا الرفض ؟
عمل الزكري ورفاقه على قضايا حساسة تتعلق بالوجود العسكري الأمريكي ودوره في حرب اليمن، وهو ما دفع الصحفي “باتريك كوكبورن” إلى الإستنتاج في مقال رأي نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن سبب محاكمة جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، ومنع الصحفي معد الزكري، الحائز على جائزة بوليتزر، هو بسبب التغطية الإعلامية التي في الغالب ما تخالف الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية.
ونظرًا لإغلاق جميع السفارات في اليمن منذ اندلاع الحرب قبل أربعة أعوام اضطر المصور اليمني، للسفر إلى جمهورية مصر والتقدم بطلب للحصول على تأشيرة من سفارة الولايات المتحدة هناك، لكن طلبه رفض رغم دعمه من خلال العديد من الرسائل من مؤسسات رفيعة المستوى، بما في ذلك وكالة أسوشيتيد برس الأمريكية.
رفضت السلطات الأمريكية منح “معد” تأشيرة الدخول بسبب الحظر المفروض على دخول اليمنيين، وعدد من الجنسيات العربية لتصنيفها بأنها مناطق ينشط فيها الإرهاب وهو ما اعتبره ناشطون يمنيون نوعا من أنواع العقاب الجماعي، لكن زميلتي معد ماجي ونرمين الفائزات بالجائزة أيضا، قاما بمشاركته لحظات الفرح بطريقتهما، وظهر معد من شاشة الموبايل وهو يشاركهم تسلم الجائزة بالـ FaceTime .
خيبة وانتكاسة
كانت لحظات مخيبة بالنسبة لمعد وللكثير من صحفيي اليمن الذين يضحون بحياتهم لنقل الحقيقة إلى العالم، وقد دفع الكثير من صحفي اليمن ثمنا باهضا لسعيهم وراء الحقيقة فقتل الكثير منهم فيما اعتقل العشرات خلال سنوات الحرب، وعبر عدد من الصحفيين اليمنيين والعرب والأجانب، عن استيائهم من السياسات التي تحرم الإنسان من دخول أي بلد بسبب جنسيته، وعبر الكثير عن تضامنهم مع الشاب اليمني واشادوا بإنجازه.
رأى الكثير من الصحفيين في الحادثة انتكاسة مخيبة للصحافة الدولية الحرة، وتناقضا واضحا مع القيم الأمريكية التي تتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان، ودعم الحرية الإعلامية والسياسية حول العالم.
أوقفوا الحرب
وخاطب الزكري كل الصحفيين والمبدعين في اليمن “أنتم أبطال اعملوا لأجل اليمن والانسان، دعونا نتحد لأجل الوطن”.
ووجه دعوة لأطراف الحرب اليمنية، “حان وقت الاصغاء لصوت العقل والاستجابة لدعوة السلام الذي يتوق له كافة اليمنيين، وعبر عن أمله في أن يتم وضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون في الداخل والخارج، والعمل على استعادة كرامة اليمنيين التي باتت مهدورة في معظم دول العالم”.
المصدر| يمن ستوري/ مصعب عفيف