“يمنيون في العراء” .. سيول الأمطار تداهم مخيمات النازحين في مأرب شرقي اليمن
فاقمت سيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة مأرب اليمنية، يومي السبت والأحد، من مأساة النازحين داخل مخيمات النزوح التي بنيت معظمها بالطين والياجور، وكان لمخيم الجفينة الواقع عند المدخل الجنوبي لمدينة مأرب، النصيب الأكبر من الدمار الذي خلفته سيول الأمطار من بين ثلاثة مخيمات أخرى هي (مخيم الميل ومخيم جو النسيم)، التي تضررت بفعل الأمطار والسيول أيضا.
وباتت نحو 3200 عائلة يمنية في العراء مجددا، بعد أن اتخذت من المخيم ملجأ لها من الحرب، فالنازحون الذين يقدر عددهم نحو 13 ألف نسمة وغالبيتهم من محافظات صنعاء، والحديدة، والمحويت، وريمة، دمرت معظم منازلهم الطينية وجرفتها السيول أو مهددين بسقوطها على رؤوسهم.
وتلك صورة بسيطة من مأساة التغريبة اليمنية وقصة اليمنيين الذين تطحنهم الحرب، حيث يواجه النازحون في مأرب كوارث الطبيعة وهم بحاجة ماسّة إلى مساعدات إيوائية عاجلة لإنقاذهم وطريق جديدة للمخيم، بعد أن دمرت السيول الطريق الحالية، وباتوا محاصرين هناك.
الصورة| منزل في مخيم الجفينه بمأرب هدمته الأمطار
آلاف النازحين في العراء مجددا
وأكدت الإحصائيات الواردة من هناك تهدم أكثر من 43 منزلاً بنيت بالطين عوضا عن الخيام، داخل مخيم الجفينة فقط جراء الأمطار، فيما تضررت نحو 150 منزلا بشكل جزئي، وأضحت بقية المنازل الطينية في المخيم البالغ عددها 3600 منزل مهددة بالسقوط على رؤوس النازحين.
يتحدث “عادل السعيدي” وهو أحد النازحين المتضررين، بحرقة عن المأساة التي حلت بهم جراء السيول والأمطار التي جرفت ودمرت منازلهم، ويقول إننا اليوم نعيش من تشرد إلى تشرد بعد أن اتخذنا من هذا المخيم مأوى وملاذا لنا خلال سنوات الحرب، أصبحنا بلا مأوى ولا سكن.
ويناشد السعيدي خلال حديثه لـ “يمن ستوري” المنظمات الدولية والمحلية تقديم المساعدة في محنتهم هذه، ويطالب السلطات المحلية القيام بدورها أيضا للتخفيف من معاناتهم.
بدوره أكد “عبدالكريم حيدرة” الذي يدير أحد أحياء مخيم الجفينة، بأن المخيم تضرر بشكل كامل جراء السيول والأمطار، ويشير إلى أن 38 منزلا داخل المخيم دمرت بشكل كامل.
الصورة| نازحون يعيدون بناء منزلهم بعد تضرره جراء الأمطار
مساعدات لا تلبي حاجة النازحين !
وتعيش العائلات النازحة في مخيم الجفينة أوضاعاً إنسانية بالغة السوء بسبب غرق منازلهم، التي لا تقوى على ردّ عوامل الطبيعة ومبنية من الطين والصفيح والخيام، كما أن المخيم من دون إدارة، ويفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية، فلا شبكة لمجاري الصرف الصحّي، ولا تيار كهربائي في المخيم، ما يفاقم معاناة النازحين جراء حرارة الجوّ مرتفعة.
وبحسب ناشطين فإن المنظمات الدولية تكتفي بتوزيع مساعدات غير ضرورية، مثل الصابون وأكياس صغيرة من الأرزّ وعلب زيت صغيرة بين الفينة والأخرى، لا تسمن ولاتغني من جوع، وعجز السلطة المحلية عن تقديم مساعدات حقيقية ومستمرة.
وما فاقم من أزمة “مخيم الجفينة” هو الإقبال الكبير على السكن في المخيم، جراء ارتفاع إيجارات السكن في مدينة مأرب، وتجاوز سعر إيجار شقة صغيرة مكونة من غرفتين مبلغ 100 ألف ريال يمني (200 دولار)، في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها اليمنيون وانقطاع رواتب الموظفين والجنود التي تُصرف على فترات متباعدة، كل أربعة أو خمسة أشهر.
وبحسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن، فإن إجمالي عدد النازحين داخل البلاد عام 2018، بلغ 3 ملايين و850 ألف شخص، بزيادة مليون و500 ألف شخص عن 2017، منهم 859 ألفاً في محافظة مأرب (شرق) وحدها.
المصدر| يمن ستوري/ رشاد النواري – أحمد الأشول