اللاجئون اليمنيون في هولندا مهددون بالترحيل.. ما القصة؟
الحكومة الهولندية تشدد شروط اللجوء لليمنيين
بات مصير المئات من اليمنيين المقدمين على طلبات اللجوء في هولندا مجهولا بعد القرارات الجديدة التي أصدرتها الحكومة الهولندية، ما دفع عشرات اليمنيين المقيمين في هولندا لتنفيذ وقفات احتجاجية للتنديد بالقرارات الأخيرة بشأن رفض طلبات اللجوء المقدمة من اليمنيين وتصنيف اليمن كـ بلد آمن.
وعبر المشاركون في الوقفة عن استيائهم من رفض طلبات اللجوء المقدمة من اليمنيين، مؤكدين أن العودة إلى اليمن تعني تعريضهم لمخاطر حقيقية، بما في ذلك الاختطاف والتعذيب والقتل، كمال طالبوا الحكومة الهولندية بإعادة النظر في قراراتها والتعامل مع طلبات اللجوء وفقًا للوضع الميداني الحقيقي في اليمن، وليس استنادًا إلى تصنيفات غير دقيقة.
وفي الوقفة الأخيرة التي نفذها عشرات اليمنيين المقيمين في هولندا في 16 سبتمبر إلى جانب نشطاء حقوق الإنسان ومنظمات إنسانية، عبروا عن رفضهم لما وصفوه بقرارات غير واقعية تتجاهل الوضع الأمني والسياسي المتدهور في اليمن.
وأكد المشاركون في الوقفة أن اليمن لا يزال يعاني من حرب أهلية مستمرة منذ سنوات، وأن المدنيين في الشمال والجنوب يعيشون في حالة من الرعب والفوضى بسبب سيطرة المليشيات المسلحة التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وأعرب المحتجون عن أملهم في أن تؤدي هذه الوقفة إلى تحريك الرأي العام الهولندي والدولي تجاه قضيتهم، ودعوا الحكومة الهولندية إلى مراجعة تصنيف اليمن كبلد آمن بشكل عاجل، كما طالبوا بتقديم دعم أكبر للاجئين اليمنيين الذين يعانون من تداعيات الصراع المستمر والانهيار الاقتصادي والإنساني في وطنهم.
وفي ختام الوقفة، أكد المشاركون أنهم سيواصلون تنظيم فعاليات احتجاجية حتى يتم الاستجابة لمطالبهم وضمان حقوقهم في الحماية واللجوء، مشددين على أن الوضع في اليمن لا يمكن اعتباره آمنًا بأي شكل من الأشكال، وأن الحاجة إلى تدخل المجتمع الدولي أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وفي 18 مارس/آذار الماضي أعلنت الحكومة الهولندية عن قرار جديد بشأن طلبات لجوء اليمنيين، ونص القرار على إخراج اليمنيين من الفقرة بي 15 (B15) من قانون اللجوء الهولندي التي كانت تعطي حق اللجوء لأي شخص بمجرد إثبات جنسيته اليمنية، وتم إدراجهم في الفقرة سي 15 (C15) كباقي الجنسيات من مقدمي اللجوء حيث يتم التحقيق في مسببات اللجوء بشكل شخصي.
وفي أبريل الماضي قالت الجالية اليمنية في هولندا إنها عقدت لقاءً مع ممثلين من دائرة الهجرة والتجنيس الهولندية (IND) لمناقشة القرار وأوضحت الجالية اليمنية في بيان لها، أن المسؤولين الهولنديين أكدوا أن القرار لا يتضمن أي تغيير في إجراءات اللجوء، كما لا توجد أي بوادر لرفض طلبات لجوء اليمنيين بشكل عام ولا أي تخوفات من ترحيلهم.
لكن هذه الاحتجاجات المتواصلة تؤكد بدء الحكومة الهولندية بتطبيق قراراتها التي تهدد برفض الكثير من طلبات اللجوء الخاصة باليمنيين، وهو نهج بدأت تنتهجه عدد من الدول الأوروبية كألمانيا والسويد وغيرها، نتيجة الزيارات السياسية التي ينفذها سفراء الدول الأوروبية إلى مناطق الحكومة المعترف بها، ما عكس رسالة سياسية بأن اليمن أصبح آمناً.
وقد أجبرت الحرب التي شهدها اليمن واشتعال الجبهات في مختلف المحافظات الكثير من اليمنيين على التفكير في الهجرة إلى أوروبا، وقد فتحت الكثير من البلدان الأوروبية باب القبول لليمنيين من بعد العام 2015، وفي العام 2023 أصدر معهد السلام والاقتصاد العالمي في واشنطن “مؤشر السلام العالمي للعام 2022 ” الذي صنف اليمن كبلد غير آمن، حيث جاء في ذيل المؤشر من ناحية السلام والاستقرار وحل في ذيل التقرير بديلاً عن سوريا التي كانت هي في ذيل القائمة في العام 2014 حتى وقت قريب.
يمن ستوري/القصة الكاملة