الكوليرا تقتل طبيبا يمنيا أنقذ آلاف المصابين بالوباء من الموت
لم يدرك الطبيب اليمني “محمد عبدالمغني”، الذي كرس كل وقته خلال العامين الماضيين، للعمل في مركز علاج حالات الإسهال في مستشفى السبعين إلى جانب عمله الرئيسي في مستشفى الثورة في صنعاء أن يكون أحد ضحايا الوباء القاتل.
ومنذُ انتشار الوباء في معظم أنحاء البلاد ساهم الدكتور عبد المغني في علاج آلاف الحالات وتدريب وإرشاد العاملين الصحيين حول إدارة حالات الكوليرا.
يروي نشطاء وشخصيات عرفت الرجل عن قرب أنه كان يعمل دون توقف في جميع أقسام وممرات المركز المكتظة بالمرضى، وكان أحد أهم الشخصيات التي يلجأ إليها العاملون حول كيفية التعامل مع بعض الحالات الشديدة.
وبعد سجل حافل بالعطاء والتفاني من أجل أنقاذ الشعب الذي تطحنه الحرب والأوبئة والجوع، غادر الطبيب عبد المغني إلى ربه أول أمس الجمعة بعد إصابته بمرض الكوليرا.
تُوفي الدكتور عبد المغني بذات المرض الذي قرر مكافحته وعلاج الناس والأطفال منه. ذات المرض الذي أخذ من وقته وجهده وصحته وأخيراً حياته.
كيف لهذه الحياة أن تخطف منا مثل هؤلاء العظماء ممن كرسوا حياتهم في إنقاذ الأرواح وتُبقي لنا تجار الحروب الذين نشروا لنا الفقر والوجع والأمراض؟!
واجتاح اليمن مؤخرا وباء الكوليرا، الذي يضرب البلاد، في موجته الثالثة، التي بدأت في أكتوبر 2017، وراح ضحيتها وفق تقارير أممية 3000 يمني، وإصابة أكثر من مليون بهذا الوباء القاتل.