محرقة المهاجرين .. أكثر من 500 مهاجر أفريقي بين قتيل وجريح داخل مركز احتجاز بصنعاء
تسود حالة من الغموض والتكتيم على أسباب حادثة مقتل وإصابة مئات المهاجرين الأفارقة داخل مركز للإحتجاز بمقر الجوازات في العاصمة اليمنية صنعاء، لكن المشاهد المصورة التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، أظهرت تفحم أكثر من خمسين جثة داخل مساحة صغيرة ومغلقة لا تتجاوز 16 متر مربع.
البداية كانت من انفجار سمع من داخل سجن الجوازات بصنعاء الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي، ظهر يوم الأحد 7 مارس الجاري، قبل أن تتوالى الأخبار والصور عن سقوط عشرات الضحايا من المهاجرين واللاجئين المحتجزين.
https://twitter.com/yemen_story/status/1369411573442371588?s=19
مواقف متضاربة
منظمة الهجرة الدولية على لسان كارميلا غودو، المديرة الإقليمية للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أقرت بعد ساعات من الحادث بمصرع 8 وإصابة 170 حالة 90 منهم حرجة، وقالت إن سبب الحريق غير واضح، ودعت المنظمة في وقت لاحق يوم الإثنين 8 مارس بالسماح لها للوصول إلى الضحايا.
جماعة الحوثي بدورها نشرت بيانا عبر وزارة الداخلية التابعة لها، أكدت فيه وقوع الحريق عند الساعة الثانية والنصف ظهرا، وأقرت وفاة وإصابة عدد من المهاجرين غير الشرعيين والعاملين بمصلحة الهجرة والجوازات، دون تحديد عدد الضحايا، وقالت إنها لا زالت تجري التحقيقات لمعرفة أسباب الحريق.
لكن البيان حمّل منظمة الهجرة الدولية والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن الحادث، لعدم توفيرها الملاجئ المخصصة لتجميع وإيواء المهاجرين غير الشرعيين، وترحيلهم إلى بلدانهم وفق القوانين الدولية، ما اضطر الحوثيين إلى توفير مركز إيواء مؤقت وهو مكتض بالمهاجرين غير الشرعيين، حسب البيان.
https://twitter.com/yemen_story/status/1369406836814852105?s=19
غضب واسع ودعوات للتحقيق
في المقابل نظم مئات المهاجرين واللاجئين، وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صنعاء، بحضور عدد كبير من أبناء الجالية الإثيوبية والجاليات اللاجئة في اليمن، للمطالبة بحقوق اللاجئين والمهاجرين والكشف عن ما تعرض لها المهاجرون المحتجزون داخل سجن الجوازات.
الحكومة المعترف بها دوليا طالبت على لسان وزير الإعلام بتحقيق دولي في الحادث، واتهمت الحوثيين باختطاف مئات المهاجرين في صنعاء في محاولة لتجنيدهم للقتال ضد الجيش اليمني، مئات الناشطين اليمنيين بدورهم أطلقوا حملة تضامنية على وسائل التواصل الاجتماعي وتويتر، ونددوا بما تعرض له مئات المهاجرين.
تفاصيل مروعة
الباحث اليمني نبيل البكيري، كشف عن تفاصيل مروعة للهجوم، وأكد أن نحو 500 مهاجر ولاجئ من قومية الأورومو الأثيوبية قتلوا وأصيبوا في حريق متعمد جراء إطلاق قنبلة حارقة عليهم بمركز الاحتجاز من قبل مسلحي الحوثي، كما تمت مصادرة هواتف المهاجرين في صنعاء لمنع انتشار صور الحادث.
وأضاف البكيري في منشور له على فيسبوك، أنه تواصل مع بعض أهالي الضحايا الذين يطالبون بلجنة تحقيق دولية لتقصى الحقائق في هذه الجريمة، وأشار إلى أن أرقام الضحايا غير دقيقة لتلاعب الحوثيين بالقضية وتواطؤ بعض المنظمات معها، وأكد أن لديه شهادات موثقة من عدة أطراف وناجين من هذه الجريمة، تؤكد دفن الضحايا خارج العاصمة بشكل جماعي وفي منطقة مغلقة.
مصادر أخرى تحدثت أن عدد القتلى بلغ 400 ضحية ومئات المصابين المحتجزين في صنعاء، بعد أن رفضوا المشاركة في القتال إلى جانب الحوثيين حيث طلبت منهم الجماعة القتال أو دفع مبلغ ٧٠ ألف ريال يمني لمن هم داخل صنعاء وما يقارب ألف ريال سعودي لمن هم خارج صنعاء.
المصدر | يمن ستوري/ مصعب عفيف