المرأة اليمنية.. ضحية الحرب وغياب التشريعات
مع مرور اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، تعود إلى الواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المرأة اليمنية، في ظل الحرب المشتعلة منذ ست سنوات.
هذا العام كشفت الكثير من التقارير الحقوقية اليمنية والدولية عن انتهاكات صادمة بحق المرأة اليمنية، بينها المئات من حالات القتل والإصابة المباشرة بالمواجهات العسكرية والألغام والقصف الصاروخي أو الجوي، ناهيك عن مئات الآلاف من النازحات والمشردات في مخيمات النزوح مع أطفالهن، والاتي يشكلن ثلثي عدد النازحين في اليمن بحسب تقرير منسقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن.
ورغم الأوضاع الإنسانية الصعبة وحالة الإقتتال التي تعيشها معظم المحافظات اليمنية، شهد اليوم العالمي للمرأة فعاليات بسيطة تكريما للمرأة اليمنية في عدة محافظات أبرزها عدن والمهرة وتعز، وكلها محافظات تقع تحت إدارة الحكومة المعترف بها دوليا، كما أظهرت مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام اهتماما ملحوظا بهذه الفعالية التي تذكر بمأساة النساء في اليمن.
المرأة اليمنية خسرت مكاسب الثورات
وكيلة قطاع المرأة في وزارة الشباب والرياضة في الحكومة المعترف بها دوليا، نادية عبدالله الأخرم، اعتبرت في حديثها لـ”يمن ستوري”، أن المرأة اليمنية تمر اليوم بأسوأ مرحلة بعد المكاسب التي حققتها من ثورات 26 سبتمبر / 14 أكتوبر / 11 فبراير.
وتقول “نادية الأخرم” التي تعد إحدى أبرز ناشطات الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها اليمن في العام 2011، إن النساء تعرضن للقتل والاحتطاف والإبتزاز في مناطق سيطرة الحوثيين، وأشارت إلى آلاف النازحات الاتي أصبحن يعشن داخل خيم متواضعة هن وأطفالهن ويتحملن مسؤولية إعالة الأسرة، ناهيك عن المئات ممن فقدن أطرافهن نتيجة الألغام.
وتشير إلى القيود التي فرضها الحوثيون وطالت عملية الانجاب والكثير من الامور الخاصة وحرية التواجد في المناطق العامة كالمطاعم، واستنكرت صمت المنظمات الدولية عن انتهاكات الحوثيين بحق المرأة، ولفتت إلى تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن والذي وثق حوادث اختطاف واغتصاب تعرضت لهن النساء داخل سجون البحث الجنائي بصنعاء.
وانتقدت نادية التي باتت تمارس عملها الحكومي من العاصمة المؤقتة عدن، إقصاء المرأة من تشكيلة الحكومة الجديدة المعترف بها دوليا، لكنها أكدت أن وضع النساء في مناطق سيطرة الشرعية أفضل من وضع النساء في مناطق الحوثيين، لكنها شددت أن على المرأة المشاركة إلى جانب الرجل في عملية استعادة الدولة والجمهورية، وعدم السماح ببقاء البلد تحت سيطرة ميليشيا طائفية وعرقية ومناطقية، تسعى لحكم اليمنيين بالقوة في إشارة للحوثيين.
غياب التشريعات المنصفة للمرأة اليمنية
الناشطة اليمنية جميلة العثماني، التي تنشط في مجال تدريب بناء القدرات وباتت عضوا في البرنامج التلفزيوني برلمان شعب الذي يضم نخبة من الشباب العربي، اعتبرت أن أكثر صعوبة تواجه المرٲة اليمنية هي عدم وجود التشريعات التي تنصفها وتساعدها في الحصول على حقوقها الإنسانية.
وفي ظل الحرب واجهت النساء مشاكل وصعوبات مثل النزوح و صعوبة الحصول على الغذاء والماء، وفقدت الكثير من النساء رواتبهن والبعض فقدت معيلها بسبب الحرب ما أدﯼ أغلبهن إلى العوز، لعدم قدرتهن على العمل لأنهن غير متعلمات أو مؤهلات وأيضا لسوء الوضع الاقتصادي بشكل عام، لتجعل منها الحرب نازحة وجائعة ومشردة ومعرضة للإستغلال، بحسب العثماني.
وأضافت جميلة في حديثها لـ”يمن ستوري” أن حضور النساء في المناصب الحكومية والتشكيلات الوزارية لا يزال ضعيفا ويكاد يكون منعدما وطالبت بمشاركة واسعة وفاعلة بشكل أكبر، ودعت الناشطات النسويات إلى توحيد جهودهن في سبيل المطالبة بمشاركة حقيقية وفاعلة للنساء من أجل وجودهن في التشكيلات العامة والخاصة.
وأكدت العثماني على ضرورة أن تكون المرٲة داعمة لنفسها وداعمة لشقيقتها، وتتحمل مسؤولية نفسها ومجتمعها وتسعى لتكون أفضل بالعلم والعمل، وتشعر بمعاناة الآخرين في حالة ما توفرت لها فرص النجاح؛ وتكون لسان حال النساء المستضعفات والمعنفات اللاتي لا يملكن فرصة للتعبير عن معاناتهن.
المصدر | يمن ستوري/ القصة الكاملة/ خاص