“نافذة وسط الجدار” .. كيف نجح فتية اليمن في العبور إلى آسيا رغم الحرب؟

تأهل المنتخب اليمني للناشئين، إلى نهائيات كأس آسيا2020، المقرر إقامتها في البحرين، بعد أداء هزّ ملايين اليمنيين، ووّحد قلوبهم خلفه، حيث وجدوا فيه نافذة فرحة نحو مستقبل يطمحون أن يعيد ماضيهم السعيد.

ولأنها لغة العالم التي وحّدت الكرة الأرضية فكيف لا توّحد اليمنيين؟!..، لقد جرّدتهم من كل ألوان الطيف التي خلّفتها الحرب، واستطاعت كرة القدم أن تلبسهم ألوان العلم اليمني، الذي رفرف بمدرجات الملعب ثلاث مباريات، وترك فرحة ستبقى لسنوات.

قصص كثيرة، وصور معبرة رسمها اليمنيون في ملعب “اسباير”، كانت الجماهير تخوض التصفيات مع الوطن، مواجهين كل الآلام، هتفوا لساعات “بالروح، بالدم، نفديك يايمن”، هتافات الوطن الذي ينشده كل اليمنيين.

عقب التأهل أطلق أحد نجوم المنتخب، جملة تؤكد أحد أسرار الفوز، قال في تصريح مقتضب لقناة #الكأس القطرية “نلعب من أجل كيان وشعار وهو اليمن”..حيث كان كل شيء يدفع باتجاه إسعاد اليمنيين، الهتافات، دموع الفرح التي تساقطت من عيون الملايين، وتلك الدموع الغزيرة التي سكبها فرحاً مساعد مدرب المنتخب الوطني للناشئين، محمد البعداني.

#يمن_ستوري رصدت الكثير من القصص، لعل واحدة منها قصة أحد النجوم، الذي تألق في التصفيات، وأكمل رسم لوحة السعادة، وأصرّ على واحدية المنتخب وهدفه.

نجم من بين ركام الحرب

يتحدث شقيق حمزة، عن مولد النجم في مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة الساحلية، رمز المعاناة اليمنية لسنوات، ومن رحم المعاناة يولد الأبطال..لم يكن حمزة إلا شعلة من النشاط، توّج بجائزة أفضل لاعب ثلاث مرات، في دوري السقاف لأندية الحديدة، ودوري المدارس في الجراحي، وأفضل لاعب صاعد في عدة دوريات بمديرتي الجرّاحي وزبيد.

يضيف شقيق لاعب المنتخب، في حديث خاص لـ”يمن ستوري”،: انتقل إلى مدينة تعز، حاملاً معه طموحاته، لم يتوقف لحظة عنها، وحمل معها كتبه المدرسية، وأدوات البناء، عمل وتعلّم، واجه ظروف الحياة، كان في مرحلة ما “عامل حجر وطين”، وهي مهنة من قويت عظامهم، لكن ظروف حياته كانت أقوى، لتدفعه لذلك.

دفعت الحرب حمزة للنزوح إلى محافظة تعز وهناك التحق لنادي الطليعة للناشئين، وتوّج معه ببطولة أندية تعز للناشئين، وحصد جائزة أفضل لاعب في البطولة، كما توّج بجائزة أفضل لاعب في كثير من الدوريات الحرة مع عدة فرق بتعز.

تقدم حمزة إلى الأمام خطوات، وتقدمت أحلامه للأمام أيضاَ..فالتحق بأهلي تعز، هاجم كل التحديات، ولعب مهاجماً في ملاعب الأهلي، وحقق معه التأهل إلى سيئون لتصفيات الدوري اليمني ضمن الدوري الممتاز، لمع نجمه وسطع، ليخطف الأنظار، ويستدعيه مدرب الفريق من معسكره الداخلي في العاصمة صنعاء للمشاركة في المباراة بموافقة مدرب المنتخب الوطني للناشئين وقاد فريقه للفوز على الرشيد.

“رياضي ومثقف”

يقول المنسق الإعلامي للمنتخب الوطني للناشئين لكرة القدم، الكابتن سميح المعلمي، في حديثه لـ”يمن ستوري”، إن حمزة محروس، من اللاعبين المثقفين المتميزين، يتابع: هو إمام نصلي خلفه، بصوته الجميل وتلاوته العطرة، لغته العربية جميلة، وهي مهارات يمتلكها إضافة إلى مهاراته في الملعب.

يضيف المعلمي : جميع اللاعبين لحمة واحدة، هم من مختلف المحافظات، لكن همّهم واحد وهو اليمن، لايوجد تعصب لأية منطقة أو جهة.

قصص كفاح كثيرة في المنتخب، يرويها لنا المنسق الإعلامي فيقول : هناك لاعبون جاؤوا من أندية لا تتوفر فيها أبسط المقومات، ملاعب ترابية لاتصلح لكرة القدم، لاعبين مثل حمزة محروس، فيصل معروفي، يعاني اللاعبون كثيراً، بعضهم جاء إلى التصفيات وأبوه يعاني المرض في البيت.

كفاح جماعي

قصة أخرى بادر بها اللاعبون، حيث امتنعوا عن دخول مواقع التواصل من أول أيام البطولة، بمبادرة منهم حتى يركزوا على هدف واحد، وهو التأهل وإسعاد الشعب اليمني.

من ضمن المواقف الجميلة – يقول المعلمي- أنه حينما كانت القائمة في صنعاء، كان معسكر المنتخب يحزن كثيراً لاستبعاد أي لاعب من القائمة نتيجة فحص الأعمار، إلى درجة البكاء، فعلاقتهم ببعضهم قوية جداً، وكأنهم من بيت واحد، والله أكرمهم بالفوز لأنهم يد واحدة.

هو موعد مع الفرح، وبكل تأكيد هناك ملايين القصص الإنسانية، ليست قصص اللاعبين وحدهم، بل اليمنيين أجمع الذي كانوا يشاهدون وطنهم من شاشة صغيرة، طامحين إلى السلام الذي ينير كل شبر في اليمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى