الكوليرا تعود بقوة إلى اليمن وتقتل 705 خلال ستة أشهر
حذرت الأمم المتحدة، الإثنين، من عودة تفشي وباء الكوليرا في اليمن بشكل أوسع، وأكدت ارتفاع ضحايا الوباء إلى 705 منذ مطلع العام الجاري 2019م.
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي، إن عدد حالات الإصابة المحتملة بالوباء في اليمن بلغت هذا العام أكثر من 460 ألف حالة، مقارنة بـ380 ألفا في الفترة ذاتها من العام الماضي 2018م.
وأوضح “حق” أنه تم تسجيل 705 حالات وفاة جراء الإصابة بالكوليرا، مقابل 75 في الفترة ذاتها من العام الماضي، محذرا من عودة تفشي الوباء.
وأضاف أن الفيضانات الأخيرة أدت إلى تسريع انتشار الوباء في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي تفاقم جراء تردي صيانة أنظمة إدارة النفايات والافتقار إلى مياه نظيفة للشرب أو الري، مشيرا أن الأمم المتحدة وشركائها يديرون نحو 1200 مرفق لعلاج الكوليرا، إلا أن أزمة التمويل ما تزال تقف عائقا أمام تحقيق نتائج ملموسة في هذا الإطار.
وجدد التذكير بأن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن تتطلب توفير 4.2 مليار دولار لتقديم مساعدات لأكثر من 20 مليون شخص هذا العام”، وأكد أن 32% فقط من ذلك المبلغ تم توفيره.
و”الكوليرا” وباء يسبب إسهالا حادا، ويمكن أن يودي بحياة المرضى خلال ساعات، سيما الأطفال. ويعاني القطاع الصحي في اليمن من تدهور حاد جراء الصراع المتفاقم منذ نحو 5 سنوات، فضلا عن مختلف القطاعات والخدمات.
أنقذوا الأطفال
من جانبها أكدت منظمة أنقذوا الأطفال، إن المئات من الأطفال أصيبوا بالكوليرا المشتبه بها في اليمن، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع بداية موسم الأمطار.
وذكرت المنظمة في بيان لها، أنه تم الإبلاغ عن 440 ألف حالة كوليرا مشتبه بها في الدولة التي ضربتها الحرب الأهلية في عام 2019، وقد تجاوزت بالفعل إجمالي العام السابق، وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من نصف (203،000) الحالات المصابة من الأطفال.
وحذرت المنظمة من وفاة 193 طفل حتى الآن، وأشارت إلى أن معدلات الوفيات الناجمة عن المرض تضاعفت حيث دمر الصراع، الذي دخل عامه الرابع الآن، البنية الأساسية للمياه النقية والمرافق الصحية الضرورية لمنع انتشار الكوليرا، وذكرت بأن البكتيريا تعيش في المياه الملوثة وتسبب قيء لا يمكن السيطرة عليه، والإسهال والحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة عن طريق الجفاف في غضون ساعات.
وأفادت المنظمة الدولية، أنه مقارنة بنهاية يونيو 2018، لقي تسعة أشخاص حتفهم حتى الآن في عام 2019، مناشدة في الوقت ذاته بتجديد جهود الإغاثة قبل موسم الأمطار في البلاد، وقال تامر كيرلس، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن: “تفشي الأمراض الآن منتشر بسبب انهيار النظام الصحي وضعف أنظمة الصرف الصحي والسكان المعرضين بشكل متزايد للتهجير القسري وسوء التغذية”.
وتحدث تقرير المنظمة عن تعرض الخدمات الصحية أيضًا لضغوط حيث يعمل نصف المستشفيات والعيادات الصحية بشكل كامل – البقية مغلقة أو تعمل جزئيًا فقط، وأكد التقرير أن الصراع في اليمن خلف حوالي 9.2 مليون طفل دون الحصول على المياه الصالحة للشرب.
وبين أن توفر الوقود يتقلب، مما يحد من ضخ مياه الصرف الصحي وجمع القمامة، مما يجعل أجزاء كثيرة من اليمن أرضًا خصبة للأمراض المعدية والتي تنقلها المياه مثل الكوليرا، وتوقع أن يموت الأطفال المصابون بسوء التغذية بثلاثة أضعاف نتيجة الإصابة بالكوليرا، كما أن المرض نفسه مساهم رئيسي في سوء التغذية في البلاد.
وأضاف كيرلس قائلاً: “ما دام النزاع مستمراً، فإن شبكات المياه النظيفة تتعطل ويظل تمويل المساعدات في اليمن منخفضاً للغاية، كل ما يمكننا فعله هو محاولة إبقاء أكبر عدد ممكن من الأطفال على قيد الحياة، ودعت منظمة إنقاذ الطفولة المملكة المتحدة إلى مواصلة استخدام سلطتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للضغط على جميع الأطراف لتطبيق اتفاقية ستوكهولم بحسن نية.