“المنسيون” .. عشرات الصيادين اليمنيين مغيبون وراء القضبان في السعودية
منذ أكثر من عامين يعاني نحو (سبعة عشر) صيادا يمنيا، من الإحتجاز والإخفاء القسري في مدينة جازان، جنوب غرب المملكة العربية السعودية، لكن الحرب التي يواجهها الصيادون من أطراف الصراع في اليمن أشد فظاعة ومرارة.
يؤكد بيان جديد صادر عن أبناء مديرية الخوخة الساحلية جنوبي الحديدة، استمرار السلطات السعودية في احتجاز 17 صيادا من أبناء البلدة التي تخضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، بعد أن تم اعتقالهم من على قواربهم في السواحل اليمنية.
وناشد أبناء الخوخة من عقال ومشائخ وأعيان وجمعيات وأهالي المحتجزين، الجهات الحكومية في اليمن والسعودية بالإفراج عن الصيادين الذين اعتقلتهم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، بتهمة التهريب والعمل لصالح جماعة “أنصار الله” الحوثيين، ونفى البيان هذه التهم الموجهة للصيادين الذين يعتمدون على الصيد كمصدر دخلهم الوحيد.
حرب من الجميع !
وذكر البيان أسماء الصيادين المحتجزين على أربعة مراحل، حيث تم اعتقال المجموعة الأولى المكونة من 7 صيادين في شهر أكتوبر 2016م، وهم: (علي قايد محمد دوبله، اسماعيل محمد علي بشري، وليد فرج محمد علي بشري، عبدالدايم عبدالله صالح رديني، جلال علي عبدالله مصاص، محمد غالب حسن محمود كبيش، أحمد الحاج عبده صالح عكيش).
فيما تم احتجاز 6 صيادين آخرين في أبريل 2017م، هم:(عيسى عبدالله محمد عيسى حنجلة، احمد قاسم محمد عيسى حنجلة، عمر عبيد علي عبدالله حنجلة، محمد احمد علي عبدالله حنجلة، سعيد يحي محمد سالم حنجلة، سرور احمد عبدالعزيز انعم).
واحتجز ثلاثة من الصيادين في تاريخ 10 ذي الحجة 1439ه، وهم:(محمد قايد سالم فوفلي، عيسى سالم عبده سليمان قليعب، محمد احمد محمد سالم حساني)، فيما لم يذكر البيان تاريخ احتجاز (زين العابدين بن علي عبدالله يلق).
ومنذ اندلاع الحرب اليمنية قبل أربع سنوات يعاني الصيادون اليمنيون، من انتهاكات متواصلة من قوات التحالف العربي داخل البحر الأحمر والمياه الإقليمية اليمنية، حيث اختطف المئات منهم بتهمة تهريب الأسلحة للحوثيين، في حين قُتل مئات آخرين بقصف جوي وبحري، ناهيك عن مقتل العشرات من الصيادين واعتقالهم من قبل جماعة “أنصار الله” الحوثيين، بتهمة العمل لصالح التحالف الذي تقوده السعودية.
أرقام مفزعة
ويؤكد الناشط اليمني “عبدالله دوبلة” أن عدد ضحايا الصيادين في بلدة الخوخة فقط بلغ 63 قتيل، جراء قصف طيران التحالف وضربات البارجات البحرية التابعة له منذ العاشر من أغسطس 2018 إلى ديسمبر من العام ذاته، وأكد أن مركز الملك سلمان قام بتعويض 19 من الصيادين بمبلغ 100 ألف سعودي، وقارب مع محرك بحري، فيما لم يعوض بقية الضحايا من الصيادين.
وفي مايو 2018 أفرجت السلطات السعودية عن 91 صياداً معظمهم من أبناء محافظة الحديدة، بعد نحو شهرين من اعتقالهم من داخل المياه الإقليمية اليمنية واحتجازهم في سجن جزيرة فرسان بجازان، وفي ديسمبر 2018، أخرجت السلطات السعودية الصياد الجريح عوض عبده سليمان قليعب، أحد أبناء الخوخة، من إحدى مستشفيات جازان دون استكمال علاجه من جروحه التي أصيب بها بقصف لبوارج التحالف استهدفت قارب صيد في الحديدة وأسفر عن مقتل سبعة صيادين.
وكشف فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، في تقرير أصدره العام الماضي حول انتهاكات قوات التحالف في اليمن، عن قيام قوات سعودية باعتقال صيادين يمنيين بشكل روتيني، مشيراً إلى اعتقال 148 صياداً ونقلهم إلى مرافق احتجاز في السعودية ثم الإفراج عن بعضهم، وتحدثت المعلومات التي وثقها فريق الخبراء الدوليين المعني باليمن، عن عزل الصيادين اليمنيين المعتقلين في السعودية عن العالم الخارجي وتعرضهم للضرب والتعذيب.
ومنذ مارس 2015م قُتل أكثر 252 صياداً فيما جرح 207 آخرون، جراء الغارات الجوية والبحرية للتحالف، بينما لا يزال نحو 45 صياداً يقبعون في السجون السعودية، بحسب إحصائية صادرة عن جمعية الصيادين اليمنيين في الحديدة، ولم يعرف بعد عدد ضحايا الحوثيين وألغامهم البحرية.
المصدر| يمن ستوري/مصعب عفيف