مخاوف إنسانية وعسكرية تدفع نحو احتجاز 3 آلاف من المهاجرين الأفارقة في اليمن
أكدت المنظمة الدولية للهجرة، احتجاز السلطات اليمنية نحو ثلاثة آلاف من المهاجرين غير الشرعيين، معظمهم إثيوبيون في عدن جنوب البلاد، وأضافت المنظمة في بيان أن المهاجرين محتجزون في استاد لكرة القدم ومعسكر للجيش، مما يخلق وضعا إنسانيا خطيرا، وعبرت عن قلق عميق بشأن الأوضاع التي يحتجز فيها المهاجرون وتتواصل مع السلطات لضمان الوصول إلى المهاجرين المحتجزين.
ويعيد احتجاز مئات المهاجرين الأفارقة داخل استاد رياضي بمدينة عدن، إلى الواجهة أزمة قديمة جديدة تعاني منها اليمن منذ سنوات، لكنها هذه المرة جاءت متزامنة مع ما تعانيه البلاد من حرب عسكرية طاحنة، وأزمة إنسانية تصاحبها المجاعة وتفشي كبير للأوبئة، ما دفع السلطات الحكومية لمحاولة وضع حد لتدفق المهاجرين الذين بلغ عددهم أكثر من 37 ألف خلال الثلاثة الأشهر الأولى من عام 2019م، بحسب إحصائية لمنظمة الهجرة الدولية.
وخلال الأسبوع الجاري، تم نقل أكثر من 3 آلاف مهاجر إثيوبي قدموا إلى عدن إلى ملعب المنصورة بصورة مؤقتة، وغالبيتهم يعانون من أوضاع صحية وإنسانية معقدة، بحسب الحكومة اليمنية.
مخاوف من أزمة إنسانية
وبالتزامن مع الأصوات المطالبة بحماية هؤلاء المهاجرين ووضع حلول تنهي الأزمة وتعيدهم إلى بلادهم، أطلقت الحكومة اليمنية الخميس، تحذيرا من كارثة صحية جراء تدفق هؤلاء المهاجرين، وقالت مديرة المركز الوطني للتدريب والبحث العلمي بوزارة الصحة اليمنية، ريام حسن البكري، إن استمرار تدفق اللاجئين من منطقة القرن الإفريقي إلى محافظة عدن، وبعض المحافظات القريبة منها سيؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض بشكل كبير، لأن بعضهم يحمل أمراض خطيرة كحمى الضنك.
وأكدت “البكري” في تصريح صحفي أن الوزارة تفقدت مع ممثلي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أماكن إيواء اللاجئين المؤقتة، بملعب المنصورة لكرة القدم بعدن، واتضح أن بعضهم يعانون من أمراض مختلفة، واعتبرت بقاء هؤلاء المهاجرين وسط مدينة مأهولة بالسكان وبالقرب من المدارس “ينذر بحدوث كارثة ما لم تسارع الجهات المختصة في وضع حد لمشاكلهم”، ووقف تدفق الهجرة اللافت خلال الأيام الماضية، وطالبت الحكومة والمنظمات الدولية المعنية إلى سرعة إيجاد أماكن إيواء مناسبة للمهاجرين، والعمل على إعادتهم إلى بلدانهم في أقرب وقت.
وقالت “منال عبد الملك” مديرة مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة، إنه لا وجود لحالات إصابة بالكوليرا في المهاجرين المحتجزين، لكن هناك حالات إسهال دموي، وحمى الضنك، وأضافت أن وزارة الصحة اليمنية تقوم بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية بعلاج المرضى وتجهيز احتياجاتهم الأساسية.
تجنيد المهاجرين!
ويثير تزايد تدفق اللاجئين الأفارقة إلى اليمن مخاوف من انخراطهم في القتال الدائر منذ 5 أعوام، وتقول تقارير دولية ومحلية أن جماعة أنصار الله (الحوثي) نجحت في تجنيد مئات المهاجرين الأفارقة للقتال في صفوفها، بالإضافة لتجنيد السعودية والإمارات مئات المرتزقة من السودان، ودول غربية عبر شركات أمريكية ودولية كبلاك ووتر وغيرها.
ورغم الحرب التي قتل فيها عشرات الآلاف من اليمنيين منذ العام 2015، ودفعت البلاد نحو أكبر أزمة انسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، بقي اليمن مقصدا للمهاجرين الحالمين باجتيازه بسلام للوصول إلى إحدى دول الخليج الغنية.
وتعتبر مدينة عدن جنوبي اليمن والواقعة على مقربة من دول افريقية بينها جيبوتي وأثيوبيا والصومال، محطّة تجمّع للمهاجرين لدى وصولهم على متن زوارق تمهيدا لنقلهم بطرق غير شرعية إلى إحدى الدولتين المجاورتين، السعودية أو سلطنة عمان.
ووفقا لأرقام الامم المتحدة، وصل إلى اليمن نحو 150 ألف مهاجر العام الماضي، 92 بالمئة منهم من أثيوبيا، والباقي من الصومال ودول مجاورة أخرى، لكن عشرات المهاجرين الآخرين لم ينجحوا في الوصول إلى البلد الفقير ولقوا مصرعهم في البحر غرقا، أو على الشواطئ برصاص مسلّحين لدى بلوغها.
المصدر| يمن ستوري/ الأناضول/رويترز