اليمن تعيش أسوأ تفشٍ للكوليرا في العالم .. أكثر من ألفي مصاب يوميا
قالت منظمة “أوكسفام الدولية”، اليوم الخميس، إن اليمن يعيش أسوأ تفشٍ للكوليرا في العالم، بواقع إصابة أكثر من ألفي يمني يوميا بالوباء.
وأكدت المنظمة التي تضم عددا من المنظمات الخيرية في بريطانيا، في بيان صحفي، أنه خلال الأسبوعين الماضيين من الشهر الجاري أبريل/2019، تم الإبلاغ عما يقرب من 2500 حالة مشتبه بها يوميًا، وأوضحت أنه يشتبه في إصابة حوالي 195 ألف شخص بهذا المرض لهذا العام، منهم أكثر من 38 ألف حالة في مناطق يَصعُب على منظمات الإغاثة الوصول إليها.
واضافت أن ذلك يعد ارتفاعا ملحوظاً عن الحالات المبلغ عنها في فبراير هذا العام، والتي وصلت إلى ألف حالة يوميًا، كما يَزيد بأكثر من عشرة أضعاف عن عدد الحالات المبلغ عنها والوفيات المرتبطة بها خلال نفس الفترة من عام 2018.
وأفادت المنظمة، أنه توفي أكثر من ثلاثة آلاف شخص مُنذ بدء تفشي المرض عام 2016، وفي يونيو من العام 2017 تم الإبلاغ عن سبعة آلاف حالة مشتبه بإصابتها بـ الكوليرا يومياً، مشيرة أنه وفي في حال استمرار الإبلاغ عن الحالات الجديدة بنفس المعدلات الحالية، فإن هذا الارتفاع المُفاجئ والحاد لانتشار الوباء سيتجاوز عدد الحالات المُبلغ عنها مجملة لعام 2017.
وقال مدير مكتب المنظمة في اليمن، محسن صديقي، قد عانى الشعب اليمني بالفعل من أسوأ انتشار للكوليرا في التاريخ خلال أكثر من أربع سنوات من الحرب، بالإضافة إلى انهيار الاقتصاد الوطني، وأضاف أن السماح لهذا المرض بالانتشار في جميع أنحاء البلاد مرة أخرى سيتسبب في المزيد من الوفيات، الأمر الذي يعد وصمة عار على جبين الإنسانية.
وشدد أن المجتمع الدولي يحتاج بشكل عاجل إلى ضمان وصول آمن وسليم دون اي عوائق للمساعدات الإنسانية، حتى يتسنى الوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
وحذرت “أوكسفام” من احتمالية تفاقم انتشار المرض بسبب موسم الأمطار الوشيك، جراء الفيضانات وتلوث مصادر المياه، وقالت إن المنظمات الإغاثية تعاني من الوصول إلى المصابين بوباء الكوليرا، مضيفة أن القتال والقيود المفروضة على وصول المساعدات جعل الوصول للمناطق المتضررة أمراً في غاية الصعوبة.
وفي سياق متصل أكدت المنظمة أن القتال مازال مُستمراً في مُختلف جبهات القتال في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الحديدة وتعز وحجة، وهي محافظات تم الإبلاغ فيها عن أغلب وفيات الكوليرا، وأدى الصراع المستمر إلى تدهور أنظمة المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء اليمن، مشيرة بأن الماء النظيف والصرف الصحي السليم ضروريان للوقاية من الكوليرا.
وأوضح البيان أن 14 مليون شخص يواجهون المجاعة في اليمن حاليا بسبب الصراع المُستمر، والغارات الجوية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، فيما يعاني ما يقرُب من نصف الأطفال في اليمن، تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات من سوء التغذية المزمن.
وتُقدر الأُمم المتحدة أن هناك 17.8 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة من أجل الحصول على المياه النظيفة، وتعمل نصف المرافق الصحية فقط في اليمن ولا يستطيع الكثير من الناس تحمل تكاليف العلاج.