أربع سنوات من الحرب في اليمن والنساء هم الأكثر ضررًا

أربع سنوات من الحرب في اليمن، تخلف أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتؤثر بشكل سلبي على النساء والفتيات، وحوالي 80% من السكان يحتاجون إلى مساعدات.

حتى في فترات ما قبل الحرب كانت تعيش المرأة اليمنية حالة صعبة، إذ توكل جميع أمورها في النظام الأسري إلى رب الأسرة  خصوصًا الأمور المالية، فليس بأيديهن القرار في تحسين سبل العيش كالتحرك بحرية وكسب المال، والحصول على التعليم والخدمات الصحية.

منذ عام 2006 احتلت اليمن المرتبة الأخيرة في مؤشر الفجوة بين الجنسين في المنتدى الاقتصادي العالمي، وفي عام 2017 تم تصنيف الدولة في المرتبة الأسوأ لعيش النساء، فيما يلي أربع طُرق أثر بها الصراع في اليمن على حياة النساء والفتيات:

تكثيف العنف ضد المرأة

أدت النزاعات إلى تفاقم العنف ضد النساء والفتيات في اليمن، حيث ازدادت الاعتداءات التي تستهدف النساء بنسبة 63% وفقًا للأمم المتحدة، وحسب لجنة فرق الإنقاذ الدولية في اليمن، أن الفتيات المراهقات هن أكثر الفئات تعرضًا للاعتداءات، وكذلك النساء غير المتزوجات أو المطلقات أو ربات الأسر.

في مجتمع بطريكي _أبوي_ مثل اليمن، ينظر إلى الرجال على أنهم يوفرون “طبقة واقية” للعائلات”، وبدون هذه الحماية تتعرض النساء لهجمات جسدية ومضايقات جنسية. فمع تعطيل الأزمة لنظم المياه والأسواق المحلية، تواجه النساء خطرًا متزايدًا حيث يجمعن الإمدادات لعائلاتهن أو يسافرن مسافات طويلة لتوفير احتياجاتهن الأساسية للمعيشة.

تعيش النساء في اليمن حالة من الخوف حتى في منازلهن، فضغوط الحياة اليومية والانهيار الاقتصادي بالإضافة إلى تحول في أدوار الجنسين _حيث تسعى النساء للعمل خارج المنزل للمساعدة في إعالة أسرهن – مما أدى إلى زيادة حادة في العنف المنزلي.

حوالي ثلاثة ملايين امرأة وفتاة في اليمن معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، مع ذلك لا يوجد تشريع يحميهم على وجه التحديد.

الشاهد من هذا، يُسمح لمرتكبي الجرائم بالتصرف دون عقاب -والناجين من العنف الجنسي والاعتداء الجنسي لديهم فرص محدودة للحصول على الرعاية الصحية المتخصصة والاستشارات. ولأن المنظمات الإنسانية التي تستجيب للأزمة تركز على توفير المساعدات المنقذة للحياة، فإن الكثير منها لا يعطي أولوية لاحتياجات هؤلاء الناجين المستضعفين.

النساء والأطفال يموتون جوعًا

إن استمرار النزاعات، والأزمة الاقتصادية، وانهيار الخدمات الأساسية، وانخفاض واردات الغذاء والنقود وتناقص الغذاء أدى إلى سوء التغذية، فبعد أن كانت اليمن قبل الحرب من أفقر دول العالم، الآن تتأرجح على حافة المجاعة _خصوصًا_ مع ارتفاع نسبة المجاعة الحادة.

في الوقت الحالي، يعاني 1.8 مليون طفل و 1.1 مليون امرأة حامل وأمهات جدد من سوء التغذية الحاد. النظام الصحي في البلاد يكافح للتغلب على الوضع، ومن المرجح أن يزداد الوضع سوءًا. لا تستطيع النساء الوصول إلى الرعاية المتخصصة التي يحتاجون إليها، حتى الولادة تضع المرأة في “خطر شديد” ، وفقاً للأمم المتحدة.

النساء غير قادرات على الالتحاق بالمدارس

أكثر من مليوني طفل في اليمن لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم بسبب الحرب، فقد تم تدمير المدارس، المعلمون غادروا المدارس للبحث عن فرص عمل أخرى بسبب عدم صرف رواتبهم، وكذلك الأطفال أدى بهم الوضع الاقتصادي المتدهور إلى التسرب والعثور على عمل.

تسببت النزاعات في اليمن في عرقلة التقدم المحرز قبل عقدين والذي يفرض قانون مقترح يحدد سن 18 كحد أدنى للزواج والبقاء في المدرسة.

الحرب أودت بالعائلات إلى الفقر، مما اضطر كثير من الآباء تزويج بناتهم في وقت مبكر يضاعف ثلاث مرات الزواج القسري والمبكر الذي كان شائعًا قبل الحرب.

النساء جزء من الحل

قبل الحرب كانت المرأة تشارك في العمليات السياسية في البلاد، مما يضمن الاعتراف بها كمواطنة متساوية وفرد مستقل. على الرغم من أنهم دفعوا الثمن الباهظ خلال الحرب، إلا أنهم لعبوا دورًا مهمًا في بناء السلام داخل مجتمعاتهم. ومع ذلك، فقد تم تمثيلهم تمثيلا ناقصا في محادثات السلام مثل تلك التي عقدت في السويد في ديسمبر والتي أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار لمدينة الحديدة الساحلية الحيوية.

هذا الصراع الساسي في اليمن ليس له حل عسكري، بل هو حل دبلوماسي، لا يمكن لليمنيين الانتظار: يجب على الطرفين رفع جميع القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية بينما يفي قادة العالم بالتزامات المساعدات. يجب أن تكون معالجة هذه القيود وإنهاء المعاناة في اليمن من الأولويات في الجولة التالية من محادثات السلام -وينبغي أن يكون للمرأة مقاعد على الطاولة.

l Rescue.org lيمن ستوري – ترجمة خاصةl

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى