نزيف المدنيين في اليمن .. لم يتوقف رغم مرور 3 أشهر على اتفاق ستوكهولم
يمن ستوري/ خاص:
لا يزال المدنيون في محافظة الحديدة غربي اليمن، يدفعون فاتورة باهظة لفشل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في تطبيق وقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق ستوكهولم، والذي يقضي بانسحاب الأطراف المتقاتلة من الحديدة وموانئها وتسليمها لقوات أمنية يمنية لم تحددها الأمم المتحدة بشكل واضح، لتترك الباب مفتوحا أمام نشر قوات دولية في المدينة المطلة على طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
“طفل وامرأة” كانا آخر الضحايا جراء سقوط قذائف مدفعية على الأحياء الشرقية والجنوبية بمدينة الحديدة، غربي البلاد، وأكدت مصادر محلية لـ “يمن ستوري” مقتل طفل يدعى إسماعيل الريمي فيما أصيب ثلاثة آخرون، جراء سقوط شظايا قذيفة بحي الزعفران، سقطت حين كانوا يلعبون وسط الحي، وفي هجوم منفصل سقطت قذيفة ثانية على منزل في حي الربصة أودت بحياة إمرأة وإصابة شقيقتها.
وكان ثمانية أطفال قتلوا فيما أصيب أكثر من 10 مدنيين بإصابات مميتة، مطلع مارس الجاري، نتيجة سقوط عشرات القذائف على تجمعات سكنية متفرقة جنوبي الحديدة، وتلك حصيلة 48 ساعة فقط من تصاعد القتال والقصف المدفعي المتبادل بين القوات الحكومية التي تدعمها السعودية والإمارات، ومسلحي جماعة “أنصار الله” الحوثي المدعومين من إيران، في بلدة التحيتا إحدى المديريات الجنوبية للحديدة الواقعة على خطوط التماس.
ثلاثة أشهر دامية !
لكن المجلس النرويجي للاجئين كشف في تحليل أجراه للهجمات على المدنيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عن تضاعف أعداد الضحايا المدنيين في حجة وتعز ، منذ سريان مفعول وقف إطلاق النار في الحديدة واتفاق ستوكهولم، وأكد أن عدد الضحايا المدنيين في حجة وتعز وحدهم قد زاد أكثر من الضعف منذ سريان مفعول وقف إطلاق النار في الحديدة واتفاق ستوكهولم ، حيث قتل 164 و 184 شخصًا على التوالي.
ويشدد المدير القطري للمجلس في اليمن “محمد عبدي”، على تراجع العنف الذي شهدته الحديدة خلال الأشهر الأخيرة قابله تصعيد في أجزاء أخرى من البلاد، وأوضح أن الغارات الجوية على مدينة الحديدة تقلصت بشكل كبير واستؤنفت بعض مظاهر الحياة ، إلا أن القتال اشتد في أجزاء أخرى من البلاد وكان له تأثير مدمر على المدنيين.
وأكد أنه بعد أربع سنوات من الحرب، لا يزال المدنيون اليمنيون يتعرضون للقتل والإصابة كل يوم، في منازلهم ، وسياراتهم، وفي الأسواق وفي العمل، مبينا أنه تم الإبلاغ عن وقوع 788 ضحية من المدنيين في جميع أنحاء البلاد منذ 18 ديسمبر من العام الماضي. حيث قُتل معظمهم، حوالي 318 شخصًا، جراء القصف، وتحدث عن تعرض ما مجموعه 1,631 منزلا، 385 مزرعة، 47 الأعمال التجارية المحلية و 13 مدرسة للهجوم في نفس الفترة، وهو ما يجعل الحالة الإنسانية أسوأ بالفعل ويساهم في المجاعة، ويدفع بالأطفال إلى الخروج من المدرسة.
تعز وحجة تتصدر قائمة الضحايا ..
ولفت إلى أنه استنادا على البيانات التي جمعها مشروع رصد التأثير المدني، أنه في حين أن الضربات الجوية في 2018 والعام السابق تسببت في معظم الأضرار المدنية، إلا أن ضحايا الغارات الجوية قد انخفض إلى النصف في الأشهر الثلاثة الأخيرة، غير أن ضحايا الألغام الأرضية والقناصة والأجهزة المتفجرة في ازدياد، وقال إن استئناف الاشتباكات الرئيسية في أجزاء من المدينة، مهددة بعكس مسار أي مكاسب هشة، لافتا إلى وجود خطر حقيقي من تعرض المدينة ومينائها لهجوم متجدد مع توقف عمليات إعادة نشر القوات والتقدم الضئيل على الجبهة السياسية، مما سيؤدي إلى قطع الأغذية والمياه والإمدادات الأساسية على الأجزاء الشمالية من البلاد.
وأضاف محمد عبدي أنه على الرغم من بقاء عيون العالم على الحديدة منذ الاتفاق علي وقف إطلاق النار، إلا أن هناك مذابح تجري في أماكن أخرى، وتصاعد الحرب في أجزاء أخرى من البلاد وتأثيرها المدمر والمميت على المدنيين، ولفت إلى إحدى الهجمات المميتة على المدنيين والتي أودت بحياة 12 طفلاً و 10 نساء في منطقة كشر في وقت سابق من هذا الشهر، وأصابت ثلاثين آخرين، بينهم 14 طفلاً، مشيرا أن القتال المكثف يؤدي أيضا إلى نزوح جماعي للأسر، ومحاصرة آلاف آخرون بالقتال.
وحث المجلس الأطراف المتحاربة علي وقف الهجمات ضد المدنيين، وقال ينبغي لهم بدلا من ذلك ان يضعوا جهودهم وراء تنفيذ اتفاق الحديدة لوقف إطلاق النار واتفاقية استكهولم، يتعين عليهم العودة إلى طاولة المفاوضات، وتمديد وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، ووضع حد لهذه المعاناة التي لا توصف للمدنيين اليمنيين.
100 قتيل كل أسبوع !
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت مطلع الشهر الجاري، أن ما يقرب من 100 حالة وفاة أو إصابة حدثت في كل أسبوع من عام 2018 بين المدنيين في اليمن، ووفقاً لتقرير رصد الانتهاكات في صفوف المدنيين في اليمن لعام 2018، تم الإبلاغ عن أكثر من 4800 ضحية مدنية بين جريح أو قتيل، مما يجعل المعدل الأسبوعي للضحايا يصل إلى 93 ضحية بين المدنيين في الأسبوع الواحد.
وحازت منطقة الساحل الغربي من اليمن، والذي يشمل محافظة الحديدة، أكبر عدد الضحايا في عام 2018، حيث سجلت نصف أعداد الضحايا في الحديدة، تليها صعدة والجوف بنسبة 22%، ويعتبران أيضاً من مراكز الصراع المحتدم.