أكثر من (1442) مختطف خلال عام واحد .. حرب أخرى على اليمنيين
تمثل قصة المختطفين والمعتقلين في اليمن، فصلا من مآسي الإنسان اليمني، ومنذ اندلاع الحرب في البلاد قبل أربعة أعوام اختطف واعتقل الاف اليمنيين، في كل المحافظات اليمنية، وضع البعض في سجون بمناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا و التحالف العربي، فيما يقبع غالبية المعتقلين في سجون بمناطق سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين.
ورصدت رابطة أمهات المختطفين في اليمن (غير حكومية)، في تقريرها السنوي الثالث الذي اشهرته، يوم الأحد، بعنوان “أمهات على أبواب السجون”، ارتكاب أطراف الحرب شمال اليمن وجنوبه، أكثر من 1900 انتهاك، تنوعت بين اختطاف واخفاء قسري وتعذيب وحشي للمختطفين.
وقال التقرير إن “1442” مواطنا تم اختطافهم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، منها 114 حالة اختطاف لنساء، وجاءت أمانة العاصمة في المرتبة الأولى 236 حالة اختطاف، منها 109 نساء تعرضن للاختطاف، تليها محافظة الحديدة بـ 190 حالة، منها 2 نساء ثم محافظة صنعاء بـ 165 حالة.
وجاء في التقرير أن التشكيلات العسكرية والأمنية بعدن اختطفت (54) مواطناً، فيما برزت ظاهرة الاختطافات الجماعية خلال عام 2018م رصدت الرابطة (33) حملة اختطافات واعتقالات جماعية، من بينها (29) حملة اعتقالات جماعية قامت بها جماعة الحوثي المسلحة في مناطق سيطرتها، و (4) حملات قامت بها تشكيلات عسكرية وأمنية في عدن.
وذكر التقرير إحصائيات الاختفاء القسري خلال فترة التقرير حيث بلغ إجمالي حالات الاختفاء التي رصدتها الرابطة بـ(294) مخفي قسرا خلال العام 2018م تصدرتها محافظة الحديدة بـ (73) حالة، تليها محافظتي تعز وصعدة بـ (37) حالة لكلٍ منهما، فيما بلغت (15) حالة بمحافظة عدن، في حين لا يزال (230) مختطفاً في عداد المخفيين من الأعوام السابقة..
وتضمن التقرير حالات التعذيب ضد المختطفين والمخفيين قسراً التي تمارسها جماعة الحوثي المسلحة والتشكيلات العسكرية والأمنية، والتي تم رصدها من قبل الرابطة وكانت حصيلتها (709) حالة تعذيب، مورست على المختطفين خلال عام 2018.
وعن القتل تحت التعذيب في السجون وأماكن الاحتجاز بلغت حالات القتل تحت التعذيب أو بسببه (28) حالة، منها (22) حالة في سجون ومعتقلات جماعة الحوثي، و(6) حالات في سجون التشكيلات العسكرية بعدن، منها ما وقع في فترات سابقة.
كما تضمن التقرير عدداً من الانتهاكات الواقعة على أسر المختطفين، كالاعتداء الجسدي الذي وصل في بعض الحالات الى حد الاعتداء على حق الحياة، وأيضاً احتجاز الأقارب كرهائن لإجبار الضحية على تسليم نفسه، أو قسره على قول ما يطلب منها ، والابتزاز المالي، حيث وثقت الرابطة (563) حالة تعرضت للابتزاز المالي من قبل جماعة الحوثي المسلحة.
تفقد الكثير من النساء اليمنيات والأطفال من يعيلهن نتيجة الإعتقال والإخفاء القسري، وتفاقم الحرب ماساة هؤلاء في ظل غياب ذويهم أو موتهم تحت التعذيب، إنهن بحاجة لدعم العالم والمجتمع الدولي لمساعدتهم، في إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين لدى أطراف القتال، عبر الضغط لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين، والذي علق عليه اليمنيون آمالهم بلقاء ذويهم، قبل فشل تنفيذ الإتفاق وتعثر المفاوضات.