لقاء الأحبة .. عودة 135 معتقل وأسير تمنح اليمنيين بصيص أمل
بعد ثلاث سنوات من الغياب خلف القضبان، التقت “ربا الجندي” بوالدها المفرج عنه في صفقة تبادل بمدينة تعز، لكن اللحظة اللقاء كانت مؤثرة فبين دموع الفتاة ونداءات والدها، حكاية معاناة عن آلاف اليمنيين المغيبين وراء القضبان منذ اندلاع الحرب اليمنية، في سبتمبر 2014م.
“إسراء وهيب” كانت هي الأخرى مع موعد فرح كبير لحرية حبيبها وخطيبها (صامد)، الذي انتظرت عودته لأربع سنوات قضاها داخل سجون جماعة الحوثي في تعز، وكانت إسراء عاشت لحظات حزينة حين احتفلت بتخرجها الجامعي في أكتوبر الماضي، ورفعت صورة خطيبها المغيب في السجن.
وأعادت صفقة تبادل للأسرى والمعتقلين بين الحكومة اليمنية والحوثيين في تعز، بصيص أمل لدى اليمنيين بعودة أحبائهم الذين باتوا أسرى أو معتقلين خلال سنوات الحرب، ويواجهون شتى أنواع الانتهاكات الجسدية والنفسية فيما قتل منهم العشرات تحت التعذيب.
وتداول اليمنيون صورا من لقاء الأحبة بين المعتقلين وذويهم، واعتبرها اليمنيون أفضل لحظات في نهاية العام الجاري، فيما طالب ناشطون بأن تكون الخطوة بداية مرحلة جديدة من هذه الخطوات الانسانية التي تخفف آثار الحرب والصراع والسياسي.
الدور المجتمعي
ونجحت الصفقة التي تمت عبر وساطة يمنية محلية وقبلية، في الإفراج عن 75 من أسرى قوات الجيش ومعتقلين مدنيين نشطاء وسياسيين، مقابل 60 من مقاتلي جماعة الحوثي، عقب جهود استمرت لأشهر طويلة وفشل وساطات سابقة.
وتحدثت “مصادر حقوقية” أن من بين المفرج عنهم 4 مختطفين مصابين بالشلل، نتيجة التعذيب والإهمال الصحي الذي تعرضوا له داخل سجون الحوثي.
وفي تصريحات صحفية، أكد الوسيط الرئيسي الدكتور عبد الله شداد، أن الجهود التي بذلت لإتمام هذه الصفقة كانت محلية وقبلية، ولم يكن للأمم المتحدة أو منظماتها أي دور فيها، وأسفرت عن الإفراج عن 75 معتقلا مدنيا من جانب الحكومة اليمنية، مقابل 60 أسير حرب من الجانب الحوثي.
وخلال سنوات الحرب اليمنية، لعب شيوخ القبائل دورا مهما في تبادل الأسرى والمعتقلين في كل المدن والمناطق، فيما عجزت الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص “مارتن غريفيث” عن تنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بتبادل جميع الأسرى والمعتقلين من الطرفين، على الرغم من مرور عام كامل على الاتفاق الموقع في 13 ديسمبر 2018م.
للمعاناة بقية
وتضمن اتفاق ستوكهولم تبادل أكثر من 16 ألف أسير، لكن تقارير حقوقية تتهم الحوثيين خلال الأربعة أعوام الماضية، باحتجاز 18 الف و750 مختطفا ومخفي قسريا لا يزال منهم 8 ألاف؛ يقبعون في السجون والزنازين وأماكن احتجاز مجهولة.
وفي أكتوبر الماضي، دعت منظمة العفو الدولية، إلى الإفراج عن جميع المعتقلين في اليمن، والكشف عن مصير المخفيين قسرا، وأكدت المنظمة مقتل ما يقرب من 130 معتقلا في ذمار اليمنية، جراء غارة جوية من قبل التحالف في شهر سبتمبر.
وأعلنت جماعة الحوثي حينها، شن مقاتلات التحالف العربي، قصفا على سجن للأسرى في مدينة ذمار، ما أسفر عن سقوط أكثر من 150 قتيلا من الأسرى، مع إصابة 50 آخرين، فيما قال التحالف حينها إن لديه أدلة (لم يحددها) تثبت أن الموقع الذي قصفه في ذمار “هدف عسكري” وليس سجنا.
وفي أحدث تقرير، أكدت “رابطة أمهات المختطفين”، أن جماعة الحوثي اختطفت ألفًا و222 مدنيًا، منذ توقيع اتفاق السويد بين الجماعة والحكومة، بينهم 11 امرأة، فيما تعرض 104 مختطفا لتعذيب شديد وحرموا من الرعاية الصحية؛ ما أدى إلى وفاة 24 منهم.
وأضاف البيان، أن الحوثيين أحالوا 57 مختطفًا إلى محاكمة، وحُكم على 47 منهم بالإعدام، فيما اعتقلت قوات “الحزام الأمني”، المدعومة من الإمارات، 56 مدنيًا، واعتقلت الأجهزة الأمنية الحكومية 29 آخرين.
المصدر| يمن ستوري/ القصة الكاملة