إيمي .. كفاح يمنية تعبر بصوتها حدود البلاد والحرب
فازت الشابة اليمنية “إيمي هتاري” بتمثيل المنطقة العربية لجائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان “القيادة والالتزام بتحقيق الحقوق والخيارات للجميع” وذلك في قمة نيروبي العالمية والتي يحضرها أكثر من 6000 من جميع أنحاء العالم.
وجاء اختيار “إيمي” البالغة من العمر 27 ، بعد أدائها أمام الحضور أغنية “ماهو ذنبي” الشهيرة حول ظاهرة زواج القاصرات، وهي أغنية أحدثت تفاعلاً واسعاً في اليمن وخارجه، لتقود الشابة اليمنية حملة تسعى إلى إيجاد حلول لمشكلة ظاهرة زواج القاصرات.
وعقب تسلمها الجائزة اعتبرت “هتاري” أن الجائزة ليست لها فقط بل لكل فتاة في اليمن، يائسة من أجل السلام وتتوق للوصول إلى أحلامها.
ظاهرة فريدة
وبرزت “إيمي هتاري” كظاهرة غنائية فريدة سنة 2013، حيث بدأت بتسجيل أول أغنية لها من كتابة صديقتها الأستاذة أنغام عدنان، و وجدت إقبالًا كبيرًا من المشاهدين، ما دفعها إلى الاستمرار رغم الإمكانيات البسيطة، وتعد “هيتاري” التي سجلت ما يقارب 30 أغنية متنوعة بين أغاني الأنمي الياباني والأغاني الكورية، هي الأولى في اليمن وفي الوطن العربي، التي تعمل على إعادة كتابة وتسجيل مثل هذه الأغاني بالحجم الكامل على مستوى الانترنت.
وتمكنت من الوصول إلى ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي بأغانيها الجميلة، التي تقوم بمحاكاة أغاني الأنمي اليابانية وتحويلها إلى اللغة العربية بنفس الوزن ونفس موضوع الأغنية، مع اختلاف الكلمات والتعابير، و اشتهرت على الصعيد العربي بأغان أصلية مثل: أمل الحياة، أحلام ونالت هذه الأخيرة نجاحاً جماهرياً واسعاً، حيث حققت الأغنية ما يزيد عن 30 مليون مشاهدة على اليوتيوب.
وكانت البداية من منزلها في مدينة عدن جنوبي اليمن، وثم تخرجت من جامعة المدينة بدرجة البكالوريوس في آداب اللغة العربية سنة 2015 ، اختارت إيمي تخصصها الجامعي لتعلقها بالعربية، اللغة المخملية كما تسميها، واتجهت بعد التخرج مباشرة لدراسة الموسيقى وأساسياتها والصوت وتقنيات الغناء في معهد جميل غانم بعدن.
طريق شائك
لم تكن بدايات إيمي سهلة نحو طموحها بالمشاركة في تتر (مقدمة موسيقية أو خاتمة) لمسلسلات تلفزيونية، وواجهت الشابة اليمنية الكثير من الصعوبات في تأدية عملها الفني، ومن ضمنها ضعف الأجهزة التي تعمل عليها، ومن أبرز الصعوبات ضعف أو قلة مواصفات حاسبها المحمول، بالإضافة إلى عدم حصولها على نسخة جيدة لبرنامج التسجيل “أدوبي أوديشن” المثبت على جهازها.
وتقوم إيمي، بتفكيك الجمل اللحنية الموجودة داخل الاغنية اليابانية أو الكورية واستبدالها بجمل عربية فصيحة، بعد إلمامها بمحور وموضوع الأغنية الأصلية، ثم تبدأ بتسجيلها بأدواتها البسيطة، وهي ميكرفون “يو أس بي” وبرنامج “أدوبي أديشن” المثبت على حاسوبها المحمول، وتنشرها على الانترنت، وتنال على إعجاب مئات الألاف، وأحيانا ملايين المتابعين.
وبعد أن بدأت كهاوية، أصبحت هتاري الآن تنتج أعمالها الأصلية والتي راجت على نطاق واسع بعد ألبومها “الحياة أمل” في 2017 والذي حاز على مجموع مشاهدات تجاوزت الـ 50 مليون مشاهدة على قناتها على يوتيوب، أطلقت مؤخراً إيمي ألبومها الثاني “سُكر“، رافق ذلك تجاوز متابعيها حاجز النصف مليون متابع على ذات القناة، كما وأحيت قبل فترة قصيرة حفلها الموسيقي الخاص الأول في بغداد، بعد مشاركات سابقة في مهرجانات بين عدن وبغداد.
المصدر| يمن ستوري/القصة الكاملة