بائع الماء .. حكاية طفل يمني يقاوم بصوته صوت الحرب
لم تمنع الحرب وقسوة الحياة الطفل اليمني “عمرو أحمد” من إبراز موهبته الفنية، فالطفل الذي يبلغ من العمر 11 عاماً فقط، يبيع الماء في شوارع صنعاء وهو يترنم بصوته الشجي يطرب العابرين بأغان يمنية، تقاوم صوت الحرب والقصف.
مؤخرا حظي عمرو بتفاعل محلي وعربي كبير وتفاعل عشرات المشاهير والفنانين المؤثرين مع الطفل اليمني الذي اشتهر بلقب (بائع الماء)، ونشرت الفنانة السورية، أصالة نصري، عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مقطع فيديو للطفل اليمني عمرو أحمد وهو يغني قرب نافذة إحدى السيارات التي يبيع لها الماء.
صوت عابر للحدود
وعبرت الفنانة أصالة عن إعجابها بصوت الطفل اليمني الذي بات حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين، وشغلهم جمال صوته ونقاوته، وقالت أصالة تعليقاً على الفيديو الذي نشرته بصفحتها التي يتابعها عليها 16 مليون متابع:” ما أحلاك يا روح قلبي، ويا أجمل صوت وروح، يا بائع الحب وبائع الطيبة وبائع الفرح”.
وأضافت :”يا إبني عمر بائع الماء مو معقول مو معقول هالجمال، بائع الماء اليمن”، وقد حظي الفيديو بإعجاب عشرات الآلاف من متابعيها الذين تفاعلوا معه وشاركه المئات منهم عبر حساباتهم الشخصية.
وبعد انتشار مقاطع فيديو الطفل الصغير، حظي بشهرة واسعة في اليمن وخارجه، وبات له مئات الآلاف من المشاهدات على يوتيوب، فضلاً عن تمكنه من لقاء فنانه المفضل “صلاح الأخفش”، واستضافته قنوات دولية كشبكة BBC البريطانية، وتلفزيون TRT التركي.
موهبة وكفاح
يحمل بضاعته كل يوم ويجول بها من أجل أن يعول أسرته، ويقول الطفل في مقابلاته التلفزيونية بلهجة يمنية محلية وهو في أحد الشوارع :”أنا بشتغل من الساعة 11 ظهراً وحتى المغرب من أجل أن أعيل أسرتي وأساعد أمي، نحن لسنا شحادين ( غير متسولين ).
ولا يوجد أي جهة تهتم أو تتكفل بمواهب الأطفال العاملين في اليمن، وتقدر تقارير حكومية عدد الأطفال العاملين في اليمن بأخر مسح نفذته عام 2016 بحوالي 1.6 مليون طفل، وقد تضاعف العدد حوالي 3 مرات ليبلغ حوالي 5 ملايين طفل بسبب الحــرب، ويقول المراقبون إن أسباب عمل الأطفال هو الفقر بشكلٍ أساسي، ثم التسرب من التعليم بسبب المشــاكل المدرسية، فضلاً عن تدني مستوى الوعي لدى الكثير من الأسر، وعدم وجود تشريعات واضحة تحمي الأطفال.
من يوقف صوت الحرب !
قسمات وجه عمرو المعبرة وهي يغني من القلب، ومظهره البسيط رغم قسوة الحياة، استطاعت أن تغزو العالم، وأن يسمو الفن عاليا في سماء اليمن، وكما شغلت قصة بائع الماء الناس ولامست وجدانهم سيأتي يوماً مشرقاً لأطفال هزموا الحرب بالغناء.
واستطاعت الطفولة أن تحقق مجداً من نوع آخر، مجداً يغلق أبواب الحرب ويفتح نوافذ الأمل والسلام، وسط حالة الحرب والنزاعات التي يعيشها اليمن.
وتسببت الحرب المستمرة في اليمن منذ سنوات بانتشار كبير للفقر، ونتج عنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب تقارير أممية، وينتظر اليمنيون أي سلام قد يوقف الحرب في بلادهم.
المصدر| يمن ستوري/ القصة الكاملة