أطفال “المنصوري” .. خمس سنوات من الانتظار لوالدهم المغيب في السجون
خمس سنوات من المعاناة وفقدان العيش وحنان الأبوة، يعيشها أطفال عدد من الصحفيين المختطفين في سجون الحوثيين في صنعاء.
توفيق المنصوري البالغ من العمر 30 عاما، واحد من العشرة الصحفيين، والذي كان يعمل في صحيفة “المصدر” اليومية أحد القصص المحزنة التي خلفتها الحرب وتوحش الأطراف المتحاربة.
كل يوم وليلة ينتظر أطفاله الثلاثة عودته وأعينهم تفيض من الدمع، وكلما خرجوا في زيارة او وقفة احتجاجية أمام المعتقلات وأقسام الشرطة في صنعاء يتساءلون عن الذنب الذي اقترفه والدهم حتى يعاقب ويغيب كل تلك السنوات.
سؤال الأطفال الذي لا تستطيع والدتهم الإجابة عليه، وهي تعرف أن لا ذنب لزوجها سوى أنه كان صحفيا ولم يحمل بندقية أو يرتكب جريمة حتى يسجن ويعذب بتهم تم تلفقيها له بسبب الحرب القذرة التي تطحن البلاد منذُ مارس 2015.
يشتاق الأطفال الثلاثة لوالدهم ولايجدون شيئا يمكنه أن يسد الفراغ الذي عاشوه جراء غياب والدهم، فيلجئون من حين لآخر للتصفح في تلفون والدتهم يقلبون صوره عشرات المرات بدون ملل أو كلل وقلوبهم يعتصرها الحنين والشوق للغائب الذي طال انتظاره.
اختطف الصحفي “المنصوري” في الـ 9 من شهر يونيو عام 2015 مع ثمانية من زملائه الصحفيين من فندق قصر الأحلام بالعاصمة صنعاء.
يقول شقيق توفيق “عبدالله المنصوري” في تصريح لـ “يمن ستوري” إنه تم إخفاءه عدة أشهر، ونقلته جماعة الحوثي بين أكثر من خمسة سجون في صنعاء (سجن وحدة مكافحة الإرهاب وسجن الثورة بنقم وسجن احتياطي هبرة وسجن الأمن القومي وسجن الأمن السياسي الذي لا زال يقبع فيه حتى الآن.
وتحدث المنصوري عن تعرض شقيقة للتعذيب الجسدي والنفسي في السجون، وتدهورت صحته نتيجة التعذيب المستمر مشيرا إلى أنه يعاني من مرض القلب وتورم البروستات وضيق في التنفس بالإضافة إلى الأمراض الجلدية بسبب الإهمال الطبي والاوساخ وأمراض الكوليرا.
وأكد أنه في عام 2017 تدهورت صحته بشكل كبير واقعده المرض عن الحركة لكن الحوثيين رفضوا علاجه أو نقله إلى المستشفى، رغم المناشدات من نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين.
وبين أن آخر مرة تم زيارته قبل حولي عام، وكانت حالته الصحية سيئة، وتمنع الجماعة الزيارات عنه وعن زملائه الثمانية في سجن الأمن السياسي بصنعاء.
وأضاف شقيق الصحفي المنصوري أنه خلال الفترة الماضية تم إحالته إلى التحقيق من قبل النيابة العامة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومنذ شهرين تقريباً أحالته النيابة هو وزملائه إلى المحاكمة بتهمة هزلية وكيدية، وتمنع عنه الزيارة أو إدخال العلاج.
وخلال اليومين الماضيين طالب صحافيون ومنظمات حقوقية، بالإفراج الفوري عن الصحافيين في سجون الحوثيين، ودان الصحفيون بشدة كافة الانتهاكات التي تمارس بحق الصحافة والصحفيين واستمرار جماعة الحوثي في حربها ضد الصحافة وحرية الرأي والتعبير واستمرارها في الاختطافات للصحفيين والكتاب والنشطاء.