يوم حزين على صنعاء .. عشرات المدنيين يسقطون ضحايا غارة جوية على حي سكني

يخيم الحزن مجددا على العاصمة اليمنية صنعاء عقب غارة جوية للتحالف العربي، أدت لمقتل 6 مدنيين وإصابة أكثر من 50 مصابا معظمهم من الأطفال، وتفاعل اليمنيون بشكل كبير على وسائل التواصل الإجتماعي، و أدانوا هذا الهجوم المروع الذي جاء نتيجة غارة جوية استهدفت حي الرقاص المكتض بالسكان وسط العاصمة اليمنية صنعاء.

وبلغت الحصيلة النهائية بحسب وزارة الصحة في صنعاء 77 بين قتيل وجريح، ستة قتلى منهم أربعة أطفال من أسرة واحدة ورجلين، فيما بلغ عدد الجرحى 71 منهم 27 طفلا و17 امرأة و27 رجلا، وأكدت منظمة “أطباء بلاحدود” أنها استقبلت 48 جريحا و 4 قتلى على الأقل، في مستشفى الكويت والجمهوري اللذان تدعمهما المنظمة، عقب الغارات الجوية، التي وقعت صباح الخميس 16 مايو 2019م.

الصورة| طفلة وحيدة تنجو من الغارات بعد مقتل وإصابة جميع أفراد عائلتها.

إدانات وتحقيق

وأثارت صورة طفلة يمنية لم تتجاوز الثالثة من عمرها موجة كبيرة من الحزن والتعاطف، فالطفلة كانت الناجية الوحيدة من عائلتها التي سقطت بشكل كامل بين قتيل وجريح، ودمرت الغارات أربعة منازل بينها منزل الصحفي اليمني “عبدالله الصبري”، الذي قتل طفله، فيما أصيب هو وجميع أفراد أسرته، بحسب تأكيد نقابة الصحفيين اليمنيين وإدانتها الهجوم في بيان مكتوب.

الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أدانت الهجوم، على لسان وزير حقوق الإنسان محمد عسكر، الذي أدان الهجوم في تغريدتين على “تويتر” ودعا اللجنة الوطنية للتحقيق للقيام بدورها، وتقديم مرتكبيها للعدالة، تحقيقا لمبدأ الإنصاف للضحايا.

واعترف التحالف العربي الذي تقوده السعودية بمسؤوليته عن الضربة، وقال في بيان إنه تم إحالة الواقعة للتحقيق فيها كما جرت العادة، وجاء هذا الموقف عقب ساعات من إعلان التحالف تنفيذ عملية عسكرية ضد جماعة أنصار الله “الحوثيين”، قال إنها كانت ناجحة ودقيقة، ردا على الهجوم الجوي الذي نفذته طائرات مسيرة للحوثيين، على منشآت أرامكو السعودية قبل يومين.

الصورة| جثة طفل تم انتشاله من تحت أنقاض منزلهم في صنعاء

يجب أن تتوقف الحرب !

الأمم المتحدة بدورها أدانت الهجوم وقالت الممثلة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية، ليز غراندي، إن الهجمات على صنعاء أدت إلى مقتل خمسة أطفال وإصابة 16 آخرين على الأقل، وأضافت أنها تتشارك الحزن مع أسر الضحايا وتشعر بالصدمة لأن هذه المأساة قد حدثت، حيث تم الإبلاغ عن سقوط المزيد من الضحايا بمن فيهم عاملين في المجال الصحي، في إشارة لمرأة روسية أصيبت مع طفلتها نتيجة الغارة أيضا.

واعتبرت “غراندي” في بيان صحفي، أن هذه الحادثة المروعة هي تذكير مأساوي بجميع الأسباب التي من أجلها يجب أن تتوقف هذه الحرب، وطالب أطراف الحرب في اليمن بالتزام القانون الدولي وحماية المدنيين.

وأدت الحرب في اليمن إلى مقتل أكثر من سبعين ألف شخص، منذ يناير/كانون الثاني 2016، وحتى منتصف أبريل الجاري 2019م، بينهم أكثر من عشرة الف شخص قتلوا خلال الأشهر الخمسة الماضية، وقال تقرير صادر عن مركز بيانات النزاع المسلح (ACLED)، أن التحالف الذي تقوده السعودية مسؤول عن أكبر عدد من القتلى المدنيين بأكثر من 4800 منذ عام 2016م، وأضاف أن الحوثيين قتلوا 1300 مدني في هجمات مباشرة.

وأفاد تقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن الصراع في اليمن، تسبب بمصرع حوالي 250 ألف شخص سواء بسبب العنف بشكل مباشر أو لانعدام الرعاية الصحية وشح الغذاء، وأدى لتراجع التنمية البشرية في البلاد بمقدار عشرين عاما.

المصدر| يمن ستوري/ تقرير خاص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى