عرقلة وصول المساعدات إلى اليمن .. اتهامات متبادلة وتحذيرات دولية

تتجدد الاتهامات المتبادلة بين أطراف الحرب اليمنية، حول عرقلة وصول المساعدات الإنسانية القادمة عبر ميناء الحديدة، أو تلك القادمة عبر المنافذ البرية والموانئ الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دوليا، لكن الثابت أن معاناة اليمنيين وحاجتهم للمساعدات لازالت تتزايد يوما بعد آخر.

آخر تلك الاتهامات كانت من الحكومة اليمنية حيث اتهمت جماعة أنصار الله الحوثي، باحتجاز 20 شاحنة محملة بالمساعدات، في مدينة إب وسط اليمن، ونشرت الوكالة الرسمية سبأ إدانة وزير الإدارة المحلية “عبدالرقيب فتح”، احتجاز الحوثيين لـ20 شاحنة وقاطرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، تحمل مساعدات اغاثية ومشتقات نفطية خاصة بالمستشفيات في محافظة إب، واعتبر الخطوة أنها تؤكد مسؤولية الجماعة عن تدهور الوضع الإنساني في المناطق غير المحررة.

اتهامات متبادلة

وشدد “فتح” على إدانة المجتمع الدولي لهذه العرقلة وتجريمها بوصفها أعمال إرهابية، وممارسة مزيد من الضغط واتخاذ تدابير احتياطية تكفل وصول المساعدات والمواد الاغاثية الى مستحقيها، والحيلولة دون احتجازها ونهبها من قبل الحوثيين، وطالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الاغاثة الطارئة مارك لوكوك، ومنسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي، بالتدخل العاجل والضغط على الحوثيين للإفراج عن الشاحنات الإغاثية والقاطرات المحملة بالوقود، والعمل على ضمان وصولها الى الوجهة المخصصة لها بأسرع وقت ممكن.

في المقابل أعلنت جماعة الحوثي وصول سفينة نفطية تحمل تسعة آلاف و555 طنا من مادة البنزين، إلى غاطس ميناء الحديدة بعد أن تم احتجازها لمدة 28 يوما من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وقالت شركة النفط اليمنية الخاضعة للحوثيين في بيان، إنه من المتوقع دخول السفينة “نفرينوا” للربط في الرصيف خلال الساعات القادمة، وهي أولى السفن الأربع التي أعلنت اللجنة الاقتصادية في عدن التصريح لها، وثاني سفينة تصل ميناء الحديدة من العشر السفن المحتجزة لدى قوات التحالف غير سفينة المازوت.

وتوقعت شركة النفط اليمنية انفراجة في أزمة المشتقات النفطية في حال دخلت باقي السفن المحتجزة، وأكدت أنها على أهبة الاستعداد لتفريغ السفن الواصلة وتوزيعها على المحافظات، لتغطية احتياجات المواطنين وأهم القطاعات الحيوية أولاً بأول وفقاً لبرامج توزيع لتخفيف آثار الأزمة وإنهاء مظاهرها.

تحذيرات دولية

وفي اجتماع مطول لمجلس الأمن الدولي صباح يوم الاثنين الفائت حول اليمن، ناشد عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة أعضاء المجلس تقديم الدعم للعملية السياسية والضغط من أجل ضمان وصول كافة أشكال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وحذر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك من زيادة أعمال العنف مرة أخرى، ونفاد المال اللازم لعمليات الإغاثة، وقال إن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن 60% من مراكز علاج الإسهال قد تغلق في الأسابيع المقبلة، ويمكن أن تتعطل الخدمات في 50% من مرافق الرعاية الثانوية، وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي يفيد بأن إمدادات قسائم الطعام والغذاء العيني سوف تنقطع في يونيو، ما لم يتلقوا المزيد من الأموال على الفور، وأكد إغلاق أو تقليص مثل هذه البرامج في وقت نكافح فيه من أجل منع وقوع مجاعة على نطاق واسع والتصدي للكوليرا وغيرها من الأمراض الفتاكة سيكون كارثيا.

وأشار وكيل الأمين العام إلى استمرار وجود الكثير من القيود على العمل الإنساني، ولكن على الرغم من ذلك، قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية طارئة لأكثر من 9 ملايين شخص كل شهر هذا العام. بل ويعتزم زيادة هذا العدد إلى 12 مليون شخص في الأشهر المقبلة، بحسب السيد لوكوك، وقال إن الوكالات الإنسانية تبذل كل ما في وسعها لإنقاذ الأرواح وحماية الناس في جميع أنحاء اليمن، فيما يلوح خطر المجاعة في الأفق.

المصدر| يمن ستوري/ خاص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى