“الكوليرا” تلاحق النازحين في مدينة الخوخة غربي اليمن
يحاول اليمني قاسم سليمان أن يهدئ من روع طفله علاء الذي يخضع لفحوصات للتحقق مما إذا كان مصاباً بالكوليرا، في مستشفى ميداني للنازحين في مدينة الخوخة الساحلية غربي اليمن.
يقول سليمان بعد أن توقف ابنه عن البكاء إنها المرة الثانية التي يأتي فيها إلى المركز، مشيرا إلى أن ابنه أصيب بشكل مفاجئ باسهال شديد وتم اسعافه في المركز وقدمت له بعض الأدوية وتحسن، لكن عاد المرض فجرا وأحضره للمركز مرة أخرى.
على الجانب الآخر تتقيأ سيدة مسنة مصابة بالكوليرا في وعاء بجانب سريرها، بينما تحاول إحدى قريباتها مساعدتها، داخل المركز الطبي الميداني الذي يقع في مدينة الخوخة الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للحكومة اليمنية، جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن.
هل تعود الكوليرا للحديدة
منظمة “أوكسفام” غير الحكومية كانت قد حذرت من عودة تفشي مرض الكوليرا على نطاق واسع في اليمن الغارق في نزاع مسلح، مع ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها هذا العام إلى نحو مئتي ألف، ونبهت من “مغبة عودة ارتفاع ما هو بالفعل أسوأ تفشٍ للكوليرا بالعالم”، مشيرة الى أنه يُشتبه في إصابة نحو 195 ألف شخص بهذا المرض هذا العام.
وذكرت أوكسفام أنه في الأسبوعين الأخيرين من آذار/مارس الماضي، “تم الإبلاغ عن ما يقرب من 2500 حالة مشتبه بها يوميًا، وذلك يعد ارتفاعًا ملحوظاً عن الحالات المبلغ عنها في شباط/فبراير هذا العام والتي وصلت الى ألف حالة يوميًا”.
وبحسب البيان فإن هذا يزيد “بأكثر من عشرة أضعاف عن عدد الحالات المبلغ عنها والوفيات المرتبطة بها خلال نفس الفترة من عام 2018، وقالت المنظمة أن الوباء قتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص مُنذ بدء تفشي المرض عام 2016.
جهود إنسانية تسابق الزمن
ويخوض الأطباء سباقا مع الزمن من أجل علاج المرضى والتعامل مع الانتشار الجديد للكوليرا في اليمن.
واستقبل المستشفى الميداني للنازحين الذي يدعمه مركز الملك سلمان، الأسبوع الماضي عشر حالات ثبتت إصابتها بالكوليرا، بحسب ما يؤكد الطبيب وضاح الطيري، بالإضافة إلى حالات يشتبه بإصابتها بالكوليرا.
ويؤكد “الطيري” أحد أطباء المركز أنه تمت إحالة عدد من الحالات إلى عدن وإلى مراكز أخرى، وحالات تم علاجها هنا في المركز وتحسنت، ويضيف “نحن بصدد تجهيز مخيم خاص بالكوليرا بجانب المركز الميداني” داعيا المنظمات الإنسانية “للتعاون بشكل أسرع مع هذا الوباء المنتشر.
تضيف اوكسفام في بيانها الخميس الفائت، أنه “في حالة استمرار الإبلاغ عن الحالات الجديدة بنفس المعدلات الحالية، فإن هذا الارتفاع المُفاجئ والحاد لانتشار الوباء سيؤدي إلى تجاوز إجمالي عدد الحالات المُبلغ عنها لعام 2017”.
وتستمر الحرب في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، منذ 2014 بين المتمرّدين الحوثيّين المدعومين من إيران، والقوّات الموالية الحكومية المدعومة منذ 2015 من تحالف عسكري تقوده السعودية.
وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، التي قالت إن أكثر من 24 مليون شخص ما زالوا يحتاجون الى مساعدة إنسانية، أي أكثر من 80 بالمئة من السكان، وأوقعت الحرب حوالى 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ بدء عمليات التحالف، بحسب منظمة الصحة العالمية، ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
المصدر| يمن ستوري/ فرانس برس