الحرب تقتل “بثينة” وزميلاتها داخل المدرسة في صنعاء .. وسط اتهامات متبادلة
“بثينة” طفلة يمنية أخرى تفارق الحياة نتيجة الهجمات العسكرية خلال الحرب المستعرة في اليمن منذ أربعة أعوام، لكن بثينة قتلت برفقة 12 من زميلاتها في مدرسة الراعي في حي سعوان شرق العاصمة اليمنية صنعاء، ولم تكن عشرات العائلات اليمنية تعلم أنها على موعد مع فاجعة جديدة عشرات الطالبات لم يعودوا لمنازلهن اليوم، فقد كانت آلة الحرب تتربص بطفولتهن.
الإحصائية الأخيرة لوزارة الصحة في صنعاء، أشارت مساء الأحد، إلى ارتفاع ضحايا الانفجار الذي لم يعرف مصدره إلى نحو 13 مدنيا وإصابة 90 معظمهن من طالبات مدرسة الراعي، ذهبوا ضحية حرب كارثية لم يكن لهن علاقة بها وباطرافها.
جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وعلى لسان قياداتها اتهمت التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بشن غارات جوية استهدفت المدرسة وأودت بهذا العدد من الضحايا، وأصدرت بيانات عديدة تستنكر الهجوم، لكن التحالف العربي سرعان ما نفى مسؤوليته عن الهجوم وقال ناطقه تركي المالكي، إن التحالف لم ينفذ عمليات جوية في صنعاء يوم الأحد.
تضاربت الأنباء حول مصدر الهجوم، لكن سكان محليين في الحي ذاته أكدوا لـ “يمن ستوري” أنهم تفاجأوا بالانفجار الذي جاء دون سابق إنذار، دون سماع تحليق الطيران في الأجواء، لكنهم أوضحوا أن الإنفجار كان في مستودع لمواد بلاستيكية يحاذي المدرسة ويقع وسط حي مزدحم، وناقلة مشتقات نفطية كان في المكان. طوق الحوثيون المكان وأطفأو الحريق، لكن حريق أمهات الأطفال لن ينطفئ.
يرى البعض بأن الإنفجارات قد تكون نتيجة غارات جوية لطائرات من دون طيار، فيما يعتقد آخرون أنها انفجارات اسلحة ومواد كانت تخزنها الجماعة، لكن المؤكد أن الانفجارات كانت عنيفة ودمرت عشرات المنازل في الحي، الذي تقع فيه ثلاث مدارس أخرى، وتطايرت الشظايا إلى مدرسة الراعي ما أدى لسقوط ضحايا من الطالبات، بينهم الطفلة بثينة أحمد الخزان، التي نعاها كثيرون.
وتتعدد طرق الموت في اليمن بين الغارات الجوية أو القذائف المدفعية ورصاص القناصة، والألغام المحرمة دوليا ناهيك عن أولئك الذين قتلتهم المجاعة والكوليرا وعدد كبير من الأوبئة، وتلك صورة كاملة لمأساة شعب هو الأفقر في المنطقة العربية.
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة “الحوثي” المسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014، وخلفت هذه الحرب أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، وفقا لوصف سابق للأمم المتحدة، سقط خلالها اكثر 36 ألف مدني بحسب تقارير حقوقية ودولية.