لقد كسرت الحرب اليمن… هناك حاجة إلى طريق جديد للسلام
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن اليمن يواجه منذ فترة طويلة تحديات هيكلية واقتصادية واجتماعية وأمنية، والحرب التي بدأت عام 2015 لم تؤد إلا إلى تفاقم مشاكل اليمن السابقة، والصراع، الذي يتصاعد تدريجيا من مأزق سياسي إلى أعمال عدائية واسعة النطاق، سرعان ما أصبح مستعصيا على الحل.
جاء ذلك في تحليل نشرته الصحيفة للناشط اليمني والمعتقل السابق في سجون الحوثيين هاشم العميسي.
وأضاف الناشط أن الحرب، التي دخلت عامها الخامس، تتفاقم مع وضع سياسي وعسكري معقد، بسبب أزمة إنسانية ساحقة تستمر في النمو حيث يحتاج حوالي 80٪ من السكان إلى المساعدات، وتمر عملية السلام حاليا في طريق مسدود بينما تعمق الحرب المظالم، وتمزيق النسيج الاجتماعي وتحطيم دولة هشة بالفعل.
وتابع، فصائل متعددة متورطة في حرب اليمن، القوات الموالية للحكومة بقيادة الرئيس، عبد ربه منصور هادي، وتواجه قوات مناهضة للحكومة بقيادة الحوثيين.
وأشار إلى أن هناك معسكر ثالث يسعى لإعادة تأسيس دولة جنوبية مستقلة حاليًا في زواج غير مريح من الجانب المؤيد للحكومة، ولقد أسفر القتال الداخلي عن مقتل الآلاف من المدنيين، مع تقديرات تتراوح ما بين 10 لـ 60 ألفا، وفقًا للأمم المتحدة، يموت طفل كل 10 دقائق بسبب نقص الرعاية الطبية الأساسية.
وأوضح، أن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لم تسفر حتى الآن، إلا عن القليل من حيث خريطة الطريق أو نتائج مهمة، وكانت هناك نظريات وحجج تنتقد العملية، لكن يبدو أن المشاكل التي تعوق التقدم تدور حول الفشل في الفهم الكامل للطبيعة المعقدة للصراع.
واعتبر مقاربة الأمم المتحدة حتى الآن تجميلية للغاية، دون مراعاة دور الجهات الخارجية الفاعلة في الصراع، مثل السعودية وإيران.
وتابع، أن مبادرات وقف الحرب التي ليست شاملة ولا تعالج الأسباب الجذرية ليست قصيرة الأجل فحسب، بل أصبحت أيضًا جزءًا من المشكلة، مع إضاعة الوقت والموارد الثمينة في مساعي عقيمة لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع.
ووشددت الصحيفة على أن الأسباب الجذرية في فشل الحكومة اليمنية تكمن في معالجة وحل التحديات المتصاعدة الناشئة عن التهميش السياسي والحرمان الاقتصادي وسوء إدارة الدولة وآثار الدولة الاستخراجية الفاسدة ذات المؤسسات الضعيفة.
وأشار إلى أن هذه الإخفاقات التراكمية والمنهجية منذ ستينيات القرن الماضي، اشتعلت أخيرًا في الحرب التي نراها اليوم،وفشلت وقف إطلاق النار والاتفاقات السياسية بين الفصيلين الرئيسيين فقط في عدم وجود شمولية وتقبل أوسع من جانب جميع المشاركين في الحرب.
واختتم الناشط تحليله بالقول: إن” فهم مشكلة اليمن ليس وثيق الصلة فحسب بل إنه ذو أهمية قصوى لتصميم واقتراح حلول صلبة، وعملية السلام في أمس الحاجة إلى إعادة المعايرة.
وفي الوقت نفسه، لن تلبي أي كمية من المساعدات المطالب الإنسانية المتزايدة باطراد – من الأهمية بمكان تغيير النهج من تقديم المساعدات الأساسي إلى دعم مرونة المجتمعات المحلية من خلال مشاريع التنمية المستدامة.
وبين أنه لا ينبغي للعملية أن تركز فقط على الإنهاء الفوري للأعمال القتالية ولكن على بناء السلام والمصالحة، والخيارات العسكرية فشلت فشلاً ذريعًا ودمرت الأمة بأكملها، ولا يمكن أن يكون هناك سوى حلول سياسية، وهذا يتطلب إجراء مشاورات مع مختلف الفصائل المحلية والجهات الفاعلة الخارجية وفي النهاية، وسيتعين على جميع الأطراف الاتفاق على إطار لوضع خريطة طريق واضحة ودقيقة للسلام، وأي شيء أقل من هذا، أو بأي حال من الأحوال غامضة ودون أي شخص على متن الطائرة، محكوم عليه بالفشل.