“منظمة حقوقية” تحصي مقتل 807 امرأة يمنية خلال خمس سنوات من الحرب
أحصت منظمة حقوقية، مقتل 807 امرأة يمنية خلال أربع سنوات من الحرب التي تعيشها البلاد.
وقالت منظمة “سام” للحقوق والحريات، في إحصائية لها غطّت المدة من العام 2014 وحتى نهاية العام 2018، أنّ عدد اليمنيات اللاتي قُتلن خلال هذه الفترة بلغ 807، نساء، سقط العدد الأكبر منهن في مدينة “تعز” بعدد 387 امرأة، تلتها “الحديدة” (86)، “عدن” (37)، “لحج” (35)، و”صعدة” (34)، فيما أصيبت 1633 امرأة، وكان لتعز أيضاً النصيب الأكبر بينهن (1287).
ورصدت المنظمة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها أطراف الصراع الدائر بحق المرأة اليمنية، من قتل متعمد وإعدامات وإصابات بالغة بحق المدنيات والناشطات، والتي ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكرت “سام” أن فريقها المكون من 11 راصداً و10 متعاونين من النشطاء والإعلاميين وثقوا تلك الانتهاكات عبر المقابلات الشخصية والاتصال عبر الهاتف، مستخدمين استمارات الرصد، إلى جانب البحث الميداني وزيارة المستشفيات وأماكن وقوع الانتهاكات، عدا عن البلاغات التي تصل للمنظمة من قبل الأهالي والمواطنين اليمنيين.
وأوضحت سام في إحصائيتها أنّ 479 امرأةً قتلن نتيجة تعرضهن لشظايا قاتلة، و241 أخريات نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص، فيما قتلت 69 امرأةً نتيجة إصابتهن بشظايا الألغام، و4 نساء نتيجة إصابتهن بشظايا العبوات الناسفة، فيما قتلت 14 امرأة نتيجة جروح مختلفة.
وأشارت “سام” أنها وثقت خلال المدة التي يغطيها التقرير قتل 233 امرأة بقصف طيران السعودية والإمارات، و249 أخريات بالقصف العشوائي لجماهة أنصار الله (الحوثيين) و129 بالقنص المباشر، و69 بانفجارات الألغام التي زرعتها الجماعة.
وبينت الإحصائية أنّ جماعة أنصار الله (الحوثيين) قتلت 405 امرأة بالاشتراك مع قوات الرئيس السابق صالح خلال الفترة التي يغطيها التقرير، وقتلت وحدها بعد انفصالها عن قوات صالح 117 امرأة، فيما قتلت قوات وطيران التحالف العربي 228 امرأة، وقتلت طائرات بلا طيار أميركية 8 نساء.
وبلغ عدد المصابات 1633 مصابة، كانت النسبة الأكبر منهن في مدينة “تعز” بعدد وصل إلى 1287 مصابة، وكان السبب الأكبر لإصابة النساء تعرضهن للشظايا، حيث وصل عددهن إلى 999 امرأة، و415 أخريات أصبن بالرصاص، وذكرت أنّ العدد الأكبر من الإصابات كان بفعل هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والتي نتج عنها إصابة 1312 امرأة، فيما أصابت الجماعة وحدها 180 أخريات، وأصابت قوات التحالف العربي 114 امرأة.
وأدانت “سام” في تقريرها الانتهاكات الجسيمة المتصاعدة بحق المرأة اليمنية من قبل جميع الأطراف، مطالبة بدعم أي جهود ترمي لوقف استهداف المدنيين وخصوصاً النساء، والعمل على تقديم الدعم النفسي والمادي لهن عقب الانتهاكات التي تعرضن لها، وأكدت على ضرورة التوقف عن استهداف الناشطات في القطاعات الحقوقية والإغاثية.
وتوجهت المنظمة بنداء إلى المفوض الخاص بالنساء في اليمن لحثّه على التحرك العاجل لوقف ما تتعرض له النساء اليمنيات، وأضافت المنظمة كذلك أنها تواصلت مع لجان التحقيق بشأن اليمن لإدراج المنتهكين ضمن قوائم الاتهام، وطالبت جميع الأطراف بضرورة الالتزام بقوانين الحرب في الصراع الدائر في اليمن، ودعت لفتح تحقيق جدي ومستقل بشأن جرائم استهداف النساء، وإحالة كل من ثبت ارتكابه جرائم حرب إلى القضاء.
وأشارت إلى أن اليوم العالمي للمرأة يأتي بينما تعاني النساء في اليمن واقعا مرا وظروفا قاسية، تظافرت على صناعتها سياسات أطراف الحرب متمثلة في مليشيا الحوثي ودولتي السعودية والإمارات، مؤكدة أن المرأة في أغلب مناطق اليمن تعيش بدون خدمات وتعاني في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء، فيما يواجهن الآلاف من النساء محنة فقدان معيليهن من الرجال السجناء والمختفين قسريا في سجون جماعة أنصار الله (الحوثيين) شمالا، والقوات المدعومة من السعودية والإمارات في الجنوب.
ولفتت إلى أن المرأة اليمنية كان لها قدم السبق في السعي للتغيير وانتزاع الحقوق، وحققت في سبيل ذلك الكثير من المكاسب في سبيل تحقيق المساواة الكاملة والقضاء على التمييز السلبي تجاه النساء والحق في تكافؤ الفرص وغيرها من الحقوق الشرعية والدستورية، لتخلق بذلك حالة متقدمة من الوعي ونموذجا متفردا في المنطقة يمكن أن يشكل مصدر إلهام لكل النساء التواقات للحرية والمناضلات لنيل حقوقهن المشروعة.
ويكشف هذا التقرير عن قصة من قصص المأساة الإنسانية في اليمن نتيجة الحرب المشتعلة منذ 4 أعوام، بين القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا المدعومة بالتحالف الذي تقوده السعودية، ومسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) المتهمين بتلقي دعم إيراني، وخلفت هذه الخرب أزمة إنسانية حادّة هي الأسوأ في العالم، وفقا لوصف الأمم المتحدة.