صنعاء القديمة..فاتنة المدن يخدش الماء جمالها
يمن ستوري – صنعاء
رحلت عشرات الأجيال، ولاتزال صنعاء القديم حيّة تشمخ بمبانيها الأثرية الجميلة، تقاوم غضب الطبيعة وإهمال البشر، تحدث نفسها بعمرٍ أبدي، وتحلم بمزيد من السنوات الزاهية.
من أزقتها الضيقة يبزغ نور صمودها الأسطوري، هي من الطين لكنها ترقب السماء وتسامر النجوم، فهي واحدة من أقدم مدن العام، بفن العمارة والأسواق التقليدية حظيت أن تدخل قائمة التراث العالمي في 1986.
يتحدث المؤرخون عن حوالي 2500 عام لصنعاء القديمة، بني أكثر من 6000 منزل قبل القرن الحادي عشر، تضم المدينة 103 مسجد، وظلت لفترة طويلة مركزاً تجارياً لليمنيين، وموقعاً أثرياً للسياح والزائرين.
سنواتٌ من الإهمال تعرضت لها المدينة التاريخية، وفي 2015 أضافتها اليونسكو إلى قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر، واليوم تواجه تهديداً أشد خطورة.
ضربت الأمطار الغزيرة، مؤخراً صنعاء القديمة، ولكونها من الطين، فقد تضررت كثيراً، إذ حاصرت السيول أكثر من 100 منزل، وتقول تقارير إحصائية إن نحو ألف منزل تدمروا كلياً أو جزئياً، وقد يزداد عدد المباني المهددة بالسقوط إذا استمر هطول الأمطار بتلك الغزارة التي شهدتها المدينة في أغسطس والأشهر الماضية.
صمدت صنعاء أمام غاراتٍ محدودة شنّها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وتمكنت المدينة العريقة من تحمّل إهمال سلطات الحوثيين والسلطات السابقة، وهي اليوم تواجه زحف البناء الجديد، وفي غمرة تلك التحديات المختلفة يقل الاهتمام بالمدينة الفريدة.