بين المخيمات والمقابر .. أطفال اليمن ضحايا أو مشردون بلا تعليم

للعام الخامس على التوالي، تعود مناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل على أطفال اليمن وهم مشردون في مخيمات النزوح، أو ممزقون في المقابر جراء الحرب المدمرة التي جعلت أكثر من 12 مليون طفل يحتاجون للمساعدة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن أكثر من 50 بالمئة من اليمنيين الذين قضوا جراء للصراع هم من النساء والأطفال.

12 مليون يحتاجون لمساعدة عاجلة

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف” أن أكثر من 12 مليون طفل في اليمن هم بحاجة للحصول على مساعدة إنسانية عاجلة، مشيرة أن اليمن لا يزال ضمن أسوأ البلدان للأطفال في العالم، رغم المكاسب التاريخية التي تحققت للأطفال منذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل قبل 30 عاماً من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضافت المنظمة، في بيان أن استمرار النزاع الدامي وما ترتب عنه من أزمة اقتصادية وضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد على حافة الانهيار ترتب عنها عواقب بعيدة المدى على الأطفال، مشيرا إلى مقتل الكثير من الأطفال بسبب الحرب جراء تعرضهم لهجمات “سافرة”، على سبيل المثال تعرض الأطفال للقتل أثناء لعبهم في الهواء الطلق مع أصدقائهم، وأثناء توجههم إلى المدرسة أو العودة منها، أو أثناء تواجدهم بسلام داخل منازلهم مع أسرهم”.

وشددت سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن، على أن أولئك الذين يتحملون المسؤولية، بما في ذلك السلطات اليمنية، لم يفوا بوعودهم والتزاماتهم تجاه الأطفال، وطالبت بأن تكون الذكرى الثلاثين للاتفاقية بمثابة تذكير واضح لنا جميعاً للالتزام مجددا وعلى نحو عاجل، بمسؤوليتنا لمساعدة أطفال اليمن للبقاء أحياء والنمو في بيئة يسودها الأمن والسلام.

آلاف القتلى والمعاقين

واتهم تقرير صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، جماعة الحوثي، بقتل أكثر من 3 آلاف و800 طفل بشكل مباشر، فيما تسببت الجماعة، بإصابة 5 آلاف و357 طفلا، وإعاقة 164 طفلا إعاقة دائمة جراء المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية المكتظة بالأطفال، منذ مطلع 2015، وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي.

ورصدت الشبكة المستقلة بالتعاون مع 13 منظمة دولية، 65 ألف و971 واقعة انتهاك ارتكبتها جماعة الحوثي ضد الطفولة في 17 محافظة يمنية، منذ مطلع يناير/كانون الثاني 2015، وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي.

وكشفت عن اختطاف الحوثيين 456 طفلا مازالوا في سجون المليشيا حتى اللحظة، وتسببوا بتهجير 43 ألف و608 طفلاً آخرين، وجندوا نحو 12 ألف و341 طفلاً، وزجوا بهم في جبهات القتال المختلفة، وطالبت الشبكة، المجتمع الدولي بالخروج عن صمته، والتحرك الجاد لوقف تلك الانتهاكات بحق الطفولة.

6 مليون مجندون وبلا تعليم

وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أن 4.5 مليون طفل حرموا من التعليم منذ أواخر 2014، وأرجعت ذلك إلى قصف الحوثيين للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وسعيهم إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.

وبحسب بيان لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية، ابتهاج الكمال، فإن 2 مليون طفل من إجمالي 3 ملايين طفل مولود خلال سنوات الحرب، يعانون من مشاكل صحية وتوفي معظمهم جراء ضعف الرعاية الصحية وعدم تلقيهم اللقاحات والدعم الصحي اللازم.

وأضافت الوزيرة اليمنية أن الأطفال كانوا ضحية مباشرة للألغام التي زرعها الحوثيون، بشكل عشوائي في الأحياء السكنية والطرقات وأدت إلى مقتل وإصابة حوالي 800 طفل، واتهمت الحوثيين بتجنيد أكثر من 23 ألف طفل واختطاف 700 طفل على امتداد المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأوضحت أن الحرب حولت أكثر من 2 مليون طفل إلى سوق العمل ويقومون بالأشغال الشاقة لإعالة أسرهم.

راموس يذكر العالم

بدوره طالب النجم الإسباني وقائد ريال مدريد، سيرجيو راموس، العالم بأن لا ينسى أطفال اليمن وذلك في احتفالية منظمة “اليونيسف” بالذكرى الـ 30 لإتفاقية حقوق الطفل، وجاء كلام راموس في شريط فيديو نشرته صفحة “اليونيسيف” في “تويتر” وأعاد النجم الإسباني نشره، باعتباره سفيراً لليونيسيف للنوايا الحسنة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعرب فيها راموس عن تضامنه مع مأساة أطفال اليمن، إذ غرد قبل عامين في صفحته أيضاً بعد انتشار وباء الكوليرا في اليمن: “في كل دقيقة يصاب طفل يمني بالكوليرا، هم يحتاجون مساعدتنا”.

من جهتها أيضاً، قالت الأمين العام للفيفا، فاطمة سامورا: “لنبدأ بأطفال اليمن وندعم حقّهم في لعب كرة القدم”.

وتنظّم اليونيسيف اليوم خلال إحياء الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل في اليمن، أنشطة رياضية للفتية والفتيات في كافة محافظات اليمن البالغ عددها 22 محافظة لتسليط الضوء على الحق في اللعب كأحد الجوانب الهامة للنمو البدني والعقلي للطفل.

ويوافق يوم 20 من تشرين ثان/نوفمبر الجاري من هذا العام الذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل التي تنص على أن أي شخص دون سن الثامنة عشر يعتبر طفلاً وله الحق في الحماية والرعاية”، ووضع العالم المعاصر أول ميثاق دولي لحقوق الطفل فى العشرين من شهر تشرين ثان/ نوفمبر 1959، ليصبح ذلك اليوم منذ هذا التاريخ يوما عالميا للطفل.

المصدر| يمن ستوري/ القصة الكاملة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى