تغيرات مناخية وكوارث بيئية .. ستضرب اليمن نتيجة قنابل الحرب وسفينة صافر النفطية
حذّر موقع أمريكي متخصص بقضايا التغيرات المناخية، من أن أزمة بيئية تلوح في الأفق في اليمن، نتيجة القنابل المستخدمة في الحرب، وسفينة صافر النفطية التي تهدد مياه اليمن بالتسرب.
وبحسب موقع “ذا رايزنج ” الأمريكي المتخصص بقضايا التغيرات في البيئة، وأثرها على السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، قال إن حملات القصف الواسعة بكميات مهولة من القنابل- التي يلقيها التحالف- تركت بقايا كيميائية يمكن أن تعلق على الجسيمات في الهواء، وتتسرب إلى التربة، وتعبر مسافات شاسعة عن طريق الرياح والأمطار.
وأكد الموقع في مقال للكاتب ” كريس شن” أن اليمن سيشهد في السنوات المقبلة، تغيراً في المناخ، وارتفاع مستوى سطح البحر اليمن بقوّة، والذي تجلى في العقد الماضي بكمية غير مسبوقة من الأعاصير والأعاصير المتتالية في منطقة كانت تتميز بندرة حدوث عواصف مدارية.
وأوضح أن الحرارة الشديدة ستؤثر على معظم البلاد، وأن ذلك سيسمح للأمراض المدارية مثل الملاريا بالانتشار بسهولة، مشيراً إلى أن فقدان التنوع البيولوجي يتسارع عبر العديد من النظم الإيكولوجية.
وأضاف أن الحرب قوّضت العمل الحاسم لتدارك تلك الأزمة، إضافة إلى أن قضايا مثل البيئة لم تحظَ بالاهتمام المناسب؛ نظراً لكونها الأولوية الأولى لمعظم المنظمات الدولية، ووقوع الحكومة في مأزق مالي في السنوات الأخيرة، نتيجة ضخّ مواردها لصد حركة التمرد الحوثية.
وحول كارثة سفينة صافر النفطية أشار الكاتب أنه على الرغم من أن العديد من مشاكل البيئة تظهر على الأرض، إلا أنها يمكن أن تنشأ قريباً في البحار، مشيراً إلى تحذيرات الأمم المتحدة في يوليو الماضي، من أن السفينة “صافر” التي تحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام على متنها يمكن أن تنفجر نتيجة تراكم الغازات.
ويحذر الخبراء أن الكارثة ستكون أكثر من أربعة أضعاف من تلك المنبعثة من تسرب نفط “إيكسون فالديز” عام 1989، والتي تعتبر على نطاق واسع من أسوأ الكوارث البيئية التي صنعها الإنسان في التاريخ.
وأضاف الكاتب في مقاله أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تدمير البحر الأحمر، والمسطحات المائية المحيطة به، ويصل إلى إريتريا و السعودية والسودان وحتى ساحل مصر. كما أن من شأن تسرب بهذا الحجم أن يمنع التجارة من الوصول بشكل فعال إلى الوجهات الدولية عبر البحر الأحمر، الذي يمثل 10% من التجارة العالمية، وعلاوة على ذلك، قد يلحق الدمار بالحياة البحرية لمئات الأميال حولها ويزيد من تفاقم أزمة المياه في اليمن.
وذكر الكاتب أن سيطرة الحوثيين على الناقلة، حال دون صيانتها من مجموعات خارجية، وأن الفريق الأممي الذي تم إرساله لتقييم الوضع بعد مفاوضات معقدة مع الجماعة المتمردة، لم يحرز تقدماً كبيرا .
من جانبه شدد “دوغ وير”، مدير مرصد النزاعات والبيئة، أن الخطر يزداد مع كل يوم يمر، وخلص إلى حاجة اليمن لاستجابة عالمية منسقة لمعالجة هذه المعضلة، بيد أنه بالنظر إلى تعقيدات الدبلوماسية الدولية، فإن نداءاتها البيئية لن تسفر عن استجابة تذكر.
ويشهد اليمن للعام الخامس على التوالي، مواجهات بين قوات الجيش الوطني التابعة للرئيس هادي بدعم من تحالف تقوده السعودية من جهة، وجماعة الحوثيين المسيطرين على عدد من المحافظات والعاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014 بدعم من إيران من جهة أخرى.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد أدى القتال في أفقر بلد عربي، إلى مقتل أكثر من 70 ألف شخص منذ بداية 2016.