شلال الدم .. إعدامات ميدانية وقتل بالهوية يطال المئات جنوبي اليمن
شهدت محافظتي عدن وأبين اليمنيتان تصاعدا في الهجمات الوحشية الدامية، وأدت إلى مقتل وأصيب نحو 300 مدني، يومي الخميس والجمعة، نتيجة حملات إعدام ميدانية بالهوية ومداهمات للأحياء السكنية ومنازل معارضين في محافظتي عدن وأبين، جنوبي اليمن.
وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إن 300 مدني بينهم نساء وأطفال، سقطوا قتلى وجرحى برصاص قوات الحزام الأمني، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، خلال عمليات المطاردة والمداهمات للمنازل التي نفذتها ما أسمتها بـ”ميليشيات الانتقالي”.
وأكدت في بيان عن وزارة حقوق الانساني اليمنية أن “11 جنديا جريحا تعرضوا للتصفية الجسدية في مستشفيات عدن، ومستشفى الرازي بمحافظة أبين، وأضافت أنها تلقت فيديوهات وصور لمشاهد إعدامات وتعذيب وتصفيات واهانات ترتكبها ميليشيات الانتقالي لأسرى جنود، وجميعها انتهاكات صريحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان”.
وأضافت أنها سجلت معلومات أولية عن اقتحام سكن لطلاب من أبناء شبوة في عدن، وملاحقات للمواطنين في الشوارع واعتقالهم دون وجه قانوني، وأشارت أن وتيرة الانتهاكات زادت بعد استهداف الطيران الإماراتي لقوات الجيش الوطني، في عدن وأبين، والتي راح ضحيتها نخو 300 جندي قتلى وجرحى، تبعته مباشرة عمليات الملاحقات والتصفيات، ومداهمات للمنازل وانتهاك للأعراض. حسب البيان الذي نشرته الوكالة الرسمية سبأ.
ودعت الحكومة منظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان لممارسة مزيد من الضغط بكل الوسائل لايقاف تلك الجرائم.
تعذيب وإعدام الأسرى
وكانت “مصادر حقوقية مستقلة” كشفت عن تعرض عشرات الجرحى من الجيش اليمني للإعدام داخل مستشفيات مدينة عدن ومستشفى الرازي في مدينة زنجبار جنوبي البلاد، وتداول ناشطون يمنيون مقاطع مصورة توثق تعذيب عقيد في الجيش اليمني أصيب نتيجة الغارات الإماراتية، بمنطقة العلم مدخل مدينة عدن.
وفي مقطع آخر ظهر المسلحون الموالون للإمارات وهم يحاولون قتل جندي أسير بالسكاكين، قبل أن يقوموا بقتله بعشرات الطلقات النارية.
وداهمت قوات أمنية منزل قائد لواء النقل العميد أمجد خالد في مديرية دار سعد شمالي المدينة، وأطلقت النار على شقيقه الأصغر يوسف خالد، ما أدى الى مقتله على الفور، وأصيب شخص من الأسرة في الحادثة، في هجمات تكررت كثيرا خلال الـ 24 ساعة الماضية، واستهدفت منازل قادة أمنيين مناوئين للمجلس الإنتقالي الجنوبي. بحسب مصادر متطابقة.
وأضافت المصادر أن القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اقتحمت وأحرقت منازل قادة عسكريين موالين للحكومة، بينهم منزل العقيد ناصر العنبوري قائد الأمن الخاص في عدن، والعقيد سليمان الزامكي وهو قائد مقاومة في خورمكسر.
وبحسب الأنباء الواردة من عدن نفذت قوات من الحزام الأمني عمليات إقتحام ومداهمة لمنازل نشطاء محليين في حي القلوعة غربي عدن، وقامت باعتقال العشرات على الهوية الشخصية انتماءاتهم المناطقية لمحافظات أبين وشبوة، التي تعرف بولائها للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأطلق ناشطون يمنيون مساء الجمعة حملة الكترونية على تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي، تكشف عن انتهاكات مروعة تقوم بها قوات أبوظبي، ودشن اليمنيون احتجاجات في محافظة تعز وعلى وسائل التواصل تطالب بطرد الامارات من اليمن.
انقذوا المعتقلين
بدورها أطلقت رابطة أمهات المختطفين، الجمعة، نداء عاجلا للمنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف جرائم الاختطاف التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن، وقالت الرابطة في بيان لها إن الإحداث التي مرت بها عدن دفعت الأطراف إلى ارتكاب جرائم اختطاف ومداهمات واسعة لمنازل المواطنين تحت مبررات واهية تنتهك حق الإنسان في الحياة.
وأكدت الرابطة أن المخفيين داخل السجون السرية يتعرضون لانتهاكات متواصلة، مع سيطرة التشكيلات العسكرية التي تعتقلهم على معظم العاصمة المؤقتة عدن.
وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا الاختفاء والذي يصادف الـ 30 من أغسطس، ناشدت الأمهات الضمير الإنساني والأمم المتحدة ومبعوثها الأممي وجميع الأطراف المتحاربة إنقاذ العشرات من أبنائنا وسرعة اطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، والكشف عن مصير المخفيين منذ عامين، وعدم تعريض حياتهم للخطر وايقاف حملات الاختطاف الجماعي.
وتأتي هذه الحالة الدموية وتصاعد الفوضى في المحافظات اليمنية الجنوبية بالتزامن مع صمت سعودي يثير الجدل، حول تواطئ الرياض مع كل هذه الجرائم ضد المدنيين أو الموالين للحكومة الشرعية التي جاءت السعودية لدعمها على رأس تحالف عربي عسكري.
المصدر| يمن ستوري