“نجاح رغم الحرب” .. باحث يمني يسجل براءة اختراع ضمن فريق تركي
لم تقتل الحرب طموح “عصام الشهابي”، الباحث اليمني المتخصص في مجال الكيمياء، فنجح مع فريق تركي، في تسجيل البحث الذي يعمل في نطاقه كبراءة اختراع ضمن Scopus Patent Publications، والذي يختص بتخليق جزيئات دوائية جديدة تعمل على التخفيف من الآثار الناجمة عن مرض (باركنسون) أو (الشلل الرعاش).
ينتمي الأكاديمي اليمني “عصام حميد حنش الشهابي” إلى محافظة عمران (50 كيلو متر)، شمال العاصمة صنعاء، وكان والد “عصام” أديب بارز ورجل دولة سابق، ويحمل أشقاءه درجات علمية متفاوتة.
هكذا كانت البداية
كانت بداية المشوار العلمي لعصام الشهابي من ثانوية جمال عبدالناصر بصنعاء، ومن ثم حصوله على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الكيمياء بكلية العلوم في جامعة صنعاء، لكن طموح الشاب اليمني لم يتعثر أو يتراجع رغم تدهور أوضاع اليمن، ودخولها في اضطرابات سياسية وحرب شردت الكثير من المبدعين، وخلفت أكبر أزمة إنسانية بحسب تقارير الأمم المتحدة.
ويؤكد الدكتور عصام في حديث خاص لـ “يمن ستوري” حصوله على درجة الدكتوراه بامتياز، في مجال الكيمياء العضوية ذات الصلة بالكيمياء الطبية، من جامعة (الهاجاتبا) في العاصمة التركية “أنقره”، بعد سنوات من حصوله على درجة الماجستير من جمهورية مصر في مجال الكيمياء العضوية التخليقية، وفوزه بجائزة رئيس الجمهورية اليمنية للشباب عن محافظة صنعاء في الكيمياء الطبيعية للعام 2005، وعمل كعضو هيئة تدريس في جامعة صنعاء لسنوات.
براءة اختراع !
ومؤخرا اختير “الشهابي” ضمن فريق علمي بحثي بمركز (الريمر/ REMER) بجامعة اسطنبول- ما ديبول، للعمل على إيجاد دواء لمرض (الباركنسون/الشلل الرعاش)، وسجل البحث براءة اختراع لضمان حقوق الملكية الفكرية، ولايزال البحث قائم حتى تحقيق الهدف المنشود، ويتضمن مشروع البحث الكشف عن جزيئات دوائية جديدة لعلاج المرضى بهذا المرض.
ويعرف باركنسون (Parkinson’s disease)، باسم الشلل الرعاش وهو اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي المركزي، الذي يؤثر بشكل رئيسي على النظام الحركي في جسم الإنسان والذي غالبا ما يتجاوز الستين عاما، ويصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة بسبب انخفاض تركيز (الدوبامين) في الدماغ، ويبدأ بسبب تلف الخلايا الدماغية المنتجة للدوبامين، ويتميز بظهور ثلاثة أعراض مثل الارتجاف وصلابة الأطراف مع بطء في الحركة، ويعتبر هذا المرض من أكثر الاضطرابات العصبية انتشارا.
أمنيات .. ودعوة للكفاح
يتمنى عصام أن تعود بلاده اليمن سعيدة كما كانت، ويختم حديثه بدعوة يوجهها لكل شباب وطلاب اليمن بمواصلة طموحهم، والكفاح لتحقيق النجاحات في حياتهم العلمية والعملية رغم الحرب والظروف الصعبة التي تعيشها اليمن.
وتعد تركيا قبلة مهمة للطلاب اليمنيين الذين يسعون لإكمال دراساتهم العليا، على نفقتهم الشخصية أو عبر المنح التي تقدمها الحكومة التركية، وبلغ عدد الطلاب اليمنيين في الجامعات التركية نحو ألفي طالب وطالبه، خلال العام الدراسي 2017-2018، منهم 1,565 في جامعات اسطنبول وحدها، بحسب بيانات وزارة التعليم العالي التركية.
ويعمل نحو 13 أكاديمياً يمنياً في عموم الجامعات التركية حسب إحصاءات الحكومة التركية للعام 2018م، بينهم أكاديميين اثنين بدرجة أستاذ مشارك و 6 يعملون بدرجة أعضاء هيئة التدريس و5 محاضرين.
المصدر| يمن ستوري/ مصعب عفيف